إنتاج الهجن فى مصر فقرة 1 من 2

تعتبر صناعة إنتاج التقاوى من الصناعات الاستراتيجية الهامة لأى أمة تريد لنفسها الإستقلال السياسى و الإقتصادى فالزراعة عصب الحياة وركيزة أساسية ترتكز عليها الدول التى تريد أن تحقق نهضة شاملة، و ربما غلفت الحكومات السابقة فى مصر قبل ثورة 23 يوليو 1952 أو بعدها دور القطاع الزراعى ومن ضمنها صناعة التقاوى فى تحقيق النهضة الشاملة و ربما كانت المقولة الشهيرة بعد ثورة 23 يوليو و التى تقول أن الإستعمار يريد مصر دولة زراعية و ليست صناعية، و عمل القيادات المصرية على ترسيخ مفهوم ان مصر يجب أن تكون دولة صناعية، و ليست زراعية كما يريدها الإستعمار أدى ذلك إلى إهمال القطاع الزراعى فى كل نواحيه بما فيه صناعة التقاوى فمنذ ثورة 23 يولية 1952 وما أعقبها من قيام العديد من الصناعات الحديثة وإنشاء المصانع و الشركات لم يشاهد خروج شركة مصرية وطنية لإنتاج التقاوى، حتى فى عصر الإنفتاح الاقتصادى فى سبعينات القرن الماضى وإنشاء المدن الصناعية فى مناطق مختلفة من مصر لم يشاهد إقامة شركة خاصة أو حكومية لإنتاج التقاوى، أدى هذا كله إلى تأخر مصر كثيرا فى هذا المجال فى الوقت الذى وصلت فيه دول أخرى عديدة إلى مراحل متقدمة من هذه الصناعة الحيوية كبعض الدول الأوروبية و الولايات المتحدة و الصين و الهند ودول أخرى عديدة على الرغم من ان مصر تمتلك كل مقومات إنشاء و قيام تلك الصناعة سواء البيئة المناسبة (المناخ- التربة …الخ) ووفرة مياة الرى و كذلك الباحثين المتخصصين الأكفاء المهرة و الأيدى العاملة المدربة الرخيصة. ان غياب صناعة وطنية لإنتاج التقاوى أدى بدوره إلى فتح مجال سوق التقاوى أمام الشركات العالمية ذات الشهرة الكبيرة.