أحدها: أن يكون مركبا من أجزاء وقوي كثيرة.
الثاني: أن تكون أفعاله من المواد مختلفة.
الثالث : أن تكون أفعاله بالالات .
الرابع : أن تكون افعاله ليس بذاته فقط ، بل بمتوسطات من أشياء أخر .
أماالتركيب من أجزاء وقوي كثيره فمنزلة الأنسان الذي يفعل أفعالا بعضها بالشهوه وبعضها بالغضب وبعضها بالعقل .
وأما الذي يفعل أفعالا كثيره بالات كثيره فمثل النجار ينحت بالقدوم ويثقب بالمنقب .
وأما الفاعل الذي يفعل أفعالا كثيره من مواد مختلفه، كالنار تلين الحديد وتصلب الطين.
وأما الذي يفعل أفعالا كثيره بعضها بذاته وبعضها يتوسط أشياء غيره علي طريق العرض ، فبمنزلة الثلج يبرد بذأته ويسخن بطريق العرض وتوسط غيره .
وذلك أنه يكشف بذلك التبريد فيقبض فيحقن الحراره ويسخن الشيء تلمبرد ، فيكون تسخان الثلج بتوسط غيره .
وليس يمكن أن يكون الفاعل ذا قوي كثيره لأنها توجب الكثره والتركيب ، وقد أبطلنا ذلك. ولايمكن أيضا أن يفعل أفعالا كثيره بالات كثيره لأن تلك الالات الكثيره لاتخلو من أن تكون مفعولة فعلي أي وجه فعلها الواحد ؟ وهذا.محال.
وإن لم يكن مفعولا . وجب من ذلك أن يكون أثر من غير مؤثر ،