وخلال الخمسين سنة الماضية مر الاقتصاد العالمي بمرحلتين من مراحل النمو وبدأ حديثاً في المرحلة الثالثة ، وتتميز كل مرحلة بخصائص معينة تجاه التكامل الاقتصادي بصفة عامة وبخصوص بعض القطاعات بصفة خاصة :
المرحلة الأولى : الاقتصاد الدولي The International Economy :
شهدت الثلاث عقود اللاحقة للحرب العالمية الثانية نشاطاً ونمواً تجارياً بين بعض الدول المتقدمة رغم سيطرة النشاط التجاري المحلي على محاور التبادل التجاري الدولي خصوصاً خلال الخمسينيات الميلادية ، وبلغت نسبة التبادل التجاري العالمي 7% من الناتج العالمي فقط وكان محصوراً ومحدداً بالسلع النهائية طويلة المدى والمواد الأولية ، بينما انحصرت الاستثمارات في مجالات ضيقة خارج الحدود وذلك بسبب السياسات المحلية الموجهة لحماية الاقتصاديات الوطنية .
المرحلة الثانية : اقتصاديات العولمة The Globalized Economy :
خلال السبعينيات والثمانينيات الميلادية شهد الاقتصاد العالمي تطوراً متساوياً ونمواً مطرداً حتى أطلق عليه ما يسمى بالعولمة ( Globalization ) ، وشهد هذا العصر تقدماً سريعاً في تكنولوجيا المعلومات والاتصالات صاحبة انخفاض متوازن ومثالي في العوائق التجارية العالمية مما جعل الشركات العالمية تغير من أساليبها الإدارية والإنتاجية والتسويقية لتكون حاضرة في الأسواق العالمية .