التعليم والتربية 3من اصل3

 التعليم والتربية 3من اصل3

 التعليم والتربية 3من اصل3
التعليم والتربية 3من اصل3

هذه البورجوازية التي تثق ثقة خرافية بالدولة وكأنها قادرة على صنع المعجزات. وعلى الرغم من ذلك فهي تلومها باستمرار وتتهم الحكومات باقتراف أخطائها الخاصة بالذات. وهي عاجزة عن القيام بأي مبادرة أو مشروع بدون تدخل السلطة.

والدولة التي تخرج بواسطة هذه الكتب المدرسية البائسة كل هؤلاء الطلاب لا تستطيع أن توظف منهم إلا عددًا صغيرًا، وتترك الآخرين بدون عمل. وبالتالي فعليها أن تقنع بإطعام الأولين، وجعل الآخرين أعداء لها. ومن أعلى الهرم الاجتماعي إلى أسفله نجد أن الكمية الضخمة من الخريجين تحاصر كل المهن والوظائف اليوم. فالتاجر لا يجد إلا بصعوبة شديدة وكيلًا يقبل بالذهاب إلى المستعمرات لتمثيله فيها. ولكن أكثر الوظائف تواضعًا تتلقى آلاف الطلبات من قبل المرشحين للتوظيف. فمحافظة السين تحتوي وحدها على عشرين ألف معلم ومعلمة بدون عمل. وبما أنهم يحتقرون العمل في الحقول أو في المصانع فإنهم يتوجهون بطلباتهم إلى الدولة لكي يعيشوا. وبما أن عدد المقبولين محدود، فإن عدد الناقمين كبير بالضرورة. وهؤلاء الأخيرون مستعدون لخوض كل الثورات أيًّا تكن أهدافها أو قادتها. فاكتساب المعارف التي لا يمكن استخدامه هو الوسيلة المؤكدة لتحويل الإنسان إلى متمرد(7).

بالطبع فقد فات الأوان لتدارك مثل هذا الأمر وعكس التيار. فوحدها التجربة، المربية الأولى والأخيرة للشعوب، قادرة على الكشف عن خطئنا. ووحدها قادرة على إقناعنا بضرورة تغيير كتبنا المدرسية الغبية، ومسابقاتنا المحزنة واستبدال التعليم المهني والتخصصي بها. فهو وحده القادر على إعادة الشبيبة إلى الحقول والمصانع والشركات الاستعمارية المهجورة اليوم.

وهذا التعليم المهني الذي يطالب به جميع المستنيرين اليوم هو الذي كان قد تلقاه آباؤنا بالأمس. وهو الذي عرفت الشعوب التي تهيمن اليوم على العالم بإرادتها ونشاطها وحس المبادرة لديها أن تحافظ عليه. وقد بين “تين” في صفحات ناصعة سوف أقدم فيما بعد أهم مقاطعها كيف أن نظامنا التعليمي في الماضي كان يماثل تقريبًا نظام التعليم الإنكليزي أو الأمريكي السائد اليوم. ثم يقيم مقارنة رائعة بين النظام اللاتيني والنظام الأنغلوساكسوني، ويبين النتائج والانعكاسات المترتبة على كل منهما (أي على منهجيتهما).

 

m2pack.biz