التعليم والتربية 5من اصل5

 التعليم والتربية 5من اصل5

 التعليم والتربية 5من اصل5
التعليم والتربية 5من اصل5

 

… وعلى الأقل فتسعة على عشرة من هؤلاء التلاميذ أضاعوا وقتهم وتعبهم وسنوات عديدة من حياتهم. وإنها لسنوات فعالة ومهمة، بل وحاسمة. احسبوا أولًا نصف أولئك الذين سيتقدمون للامتحان أو حتى ثلثيهم، فهم من الساقطين. ثم فيما بعد نجد من بين الناجحين أصحاب الدرجات والمسجلين وأصحاب الشهادات، أي كل أولئك المرهقين. فقد كلفهم المدرسون فوق طاقتهم عندما طلبوا منهم أن يرددوا في مجموعة العلوم وهم جالسون على الكرسي أو واقفون أمام اللوح طيلة ساعتين كاملتين الفهرس الجامع لكل المعارف البشرية! في الواقع إنهم فعلوا ذلك أو كله تقريبًا في اليوم المذكور ولمدة ساعتين. ولكن بعد شهر من ذلك التاريخ، لا يعودون يعرفون شيئا يذكر لأنهم لن يتعرضوا مرة أخرى للامتحان. وبما أن مكتسباتهم المعرفية عديدة أكثر مما يجب وثقيلة أكثر مما يجب فإنها تتبخر من عقولهم ولا يعوضون عنها بمعارف جديدة. فقوتهم العقلية تدهورت، والنسغ الخصب خف ونضب. فالإنسان المصنوع بشكل جاهز يظهر للعيان، وفي الغالب يظهر كإنسان منته. فهذا الإنسان المدجن والمتزوج والمستسلم للدوران في حلقة مفرغة إلى ما لا نهاية ينغلق داخل وظيفته الضيقة. وهو يقوم بواجبه كما ينبغي، ولكن لا شيء آخر. وهذا هو المردود الوسطي، وبالتأكيد فإن الحصيلة الناتجة لا تساوي الثمن المدفوع. وأما في إنكلترا وأمريكا كما في فرنسا قبل (1789) فإنهم يستخدمون المنهجية المعاكسة، وكان المردود الحاصل مساو للجهد المبذول أو أكبر منه”.

إن المؤرخ الشهير يبين لنا فيما بعد الفرق بين نظامنا التعليمي ونظام الأنغلوساكسون. فالتعليم لديهم لا يجيء من الكتب وإنما من الأشياء ذاتها. فالمهندس مثلًا يتدرب في المشغل ونادرًا في المدرسة، وكل طالب يتوصل بالضبط إلى الدرجة التي يمتلكها عقله. فهو يتوصل إلى درجة العامل أو رئيس العمال إذا كان ذكاؤه لا يسمح له بالذهاب أبعد من ذلك. وهو يتوصل إلى مرتبة مهندس إذا كانت ملكاته تسمح بذلك.

m2pack.biz