التنظيم والأخطاء في الذاكرة
2 من أصل 3
رأينا بالفعل في الفصل الثالث أن تنظيم المعلومات خلال وقت «الاسترجاع» (في شكل تلميح) يمكن أن يساعد في التذكر، ولكن هذه الدراسات عن الخبراء تكشف عن مزايا التنظيم خلال وقت «التعلم» كذلك. وفي المعمل، قارن الباحثون بين الذاكرة من أجل تعلم: (1) مادة غير منظمة نسبياً وبين تذكر (٢) مادة تتسم ببعض التنظيم المفروض خلال ما يدل على أن محترفي الشطرنج يستطيعون تذكر مواقع قطع الشطرنج أفضل من المستجدين، وهذا مرتبط بوضوح بقدرة المحترفين على رؤية رقعة الشطرنج باعتبارها كياناً كلياً منظماً، وليس مجموعة من القطع المنفصلة(2).
وقت التعلم. على سبيل المثال: يمكن مقارنة ذاكرة عن قائمة كلمات عشوائية بذاكرة عن قائمة مقسمة، لأغراض العرض، إلى فئات من – مثلا – (١) الخضراوات أو (٢) قطع الأثاث، وذلك خلال وقت التشفير. عندما يُطلب من الأفراد أن يتذكروا لاحقاً القائمة التي كانت منظمة خلال وقت التشفير، يكون أداؤهم أفضل بشكل ملحوظ مقارنةً بوقت ما سمعوا القائمة المنظمة عشوائياً خلال مرحلة التعلم. لهذا، فالتنظيم الهادف للمعلومات خلال التعلم يمكن أن يؤدي أحياناً إلى تحسن أداء الذاكرة عند الاختبار. ومع هذا، فكما سنرى قريباً، يمكن أن تؤدي أنواع أخرى من التنظيم خلال التعلم إلى تحريفات في الذاكرة عندما يخضع الأفراد للاختبار لاحقا.