الجدلية العقلانية في التحليل النفسي3من اصل3

الجدلية العقلانية في التحليل النفسي3من اصل3

الجدلية العقلانية في التحليل النفسي3من اصل3
الجدلية العقلانية في التحليل النفسي3من اصل3

فالنقلة تخدم مغافلة المراقبة، والتكثيف للتعبير المتعدد عن الرغبة المكبوتة. وهكذا بعد أن يخدع المراقب والمحاسب، عن طريق استبدال موضوع بموضوع آخر، تحصل النقلة للمشاعر، لكي تعبر عما يخالجها بحرية أكثر.

إنطلق لاكان من هذه النقطة كي يوضح منهجية جديدة في فهم اللاوعي (اللاشعور)، كلغة قائمة بحد ذاتها شبيهة باللغة التي نتداولها. وإن كان فرويد لم يعتمد على الألسنية التي استعان بها لاكان فلأنه سبق الألسنية في تنظيره. وهكذا لم تتيسر له الإمكانيات في زمانه.

يقول لاكان: إن أوجه الشبه عديدة ما بين العمليات الأولية، والقواعد القائمة عليها اللغة، لأن اللغة هي ظاهرة بنيوية، ترضخ لقواعد محددة نتحكم باستعمالها. وتمثل البنية التي تقوم عليها أية لغة من اللغات: سواء في تصريف الأفعال، أو المضادات والمرادفات، أو في البلاغة: من كناية، إلى استعارة، إلى مجاز ومجاز مرسل، فاستعمال اللغة يرضخ لمثل هذه القوانين اللغوية، لأن المعاني تتدفق ضمن قنوات محددة خاصة ومميزة للذات.

فماذا يقول لاكان: إن صياغة الحلم، وصياغة اللغة، يعتمدان على نفس القاعدة والأسلوب: المجاز (بمثابة التكثيف)، الكناية أو المجاز المرسل بمثابة (النقلة). أي أن العمليات الأولية تكمن وراء اللاوعي (اللاشعور)، والبلاغة هي التي أشبه بما سماه فرويد بالعمليات الثانوية، يفصلهما خط فاصل يقاوم كل محاولات الفهم لاختراقه، سيما استئصال المعنى الأخير أي المدلول(·).

فالمعاني تتوالد تدريجيًّا نتيجة تناسق متواز ومدروس في انتقاء الكلمات التي بدورها تفترض استقصاء ما يخالفها، وما هو ضدها أو في ذكرى ما يتجانس معها ويؤدي المعنى المطلوب. فاللغة قد تعني غير ما تقوله إذا ما أخذناها بحذافيرها كلمة كلمة، وخير برهان على ذلك النكات التي تظهر لنا حقائق نستنتجها من خلال الكلمات والجمل. ويعود ذلك إلى الكناية والمجاز كون استقلالية التعبير تتعدى ما تقوله الكلمات لأنها مرتبطة أساسًا بهذه العمليات.

 

(·) إذا أردنا تأويل حلم بالكامل يصعب علينا استخراج المدلول الأخير له.

m2pack.biz