الجيش الجزائري يقدم استعراضا بمناسبة عيد الاستقلال بعد انقطاع دام 28 عاما

الجيش الجزائري يقدم استعراضا بمناسبة عيد الاستقلال بعد انقطاع دام 28 عاما

الجيش الجزائري يقدم استعراضا بمناسبة عيد الاستقلال بعد انقطاع دام 28 عاما

الجيش الجزائري يقدم استعراضا بمناسبة عيد الاستقلال بعد انقطاع دام 28 عاما
الجزائر- «القدس العربي»: قدم الجيش الجزائري أمس الأربعاء استعراضا عسكريا هو الأول من نوعه منذ 28 عاما، وذلك على مستوى مقام الشهيد في العاصمة الجزائرية، استعراضا استقطب المئات من المواطنين، الذين كانت لهم فرصة التعرف على القوات الجزائرية المسلحة عن قرب. وكانت وزارة الدفاع الوطني الجزائرية قد أعلنت أمس الأول عن تنظيم هذا الاستعراض العسكري، الذي يعتبر الأول من نوعه منذ عام 1989، الأمر الذي جعل منه حدثا بارزا في إطار الاحتفالات المخلدة لذكرى استقلال الجزائر، وقد تم تنظيم عدة نشاطات، منها تنظيم معارض في ساحة رياض الفتح بالقرب من مقام الشهيد، للتعريف بمختلف الوحدات العسكرية الجزائرية، وعرض العربات والسيارات العسكرية التي يقوم الجيش الجزائري بصناعتها، بالإضافة إلى استعراض لوحدات تابعة للقوات البحرية والبرية، واستعراض لقدماء المجاهدين، بالإضافة إلى فرقة من مدارس أشبال الأمة التابعة لوزارة الدفاع. كما استمتع الجمهور الحاضر بساحة رياض الفتح بالعروض التي قدمتها فرقة تابعة للقوات الخاصة للجيش الجزائري، بالإضافة إلى نزول مظليين تابعين للقوات المسلحة وهم يحملون العلم الجزائري وصور الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، تحت تصفيق الجمهور وزغاريد النساء، كما حطت طائرتا هيليكوبتر في الساحة التي نظم فيها العرض.
وقالت الرائد رزيقة قنون عن مديرية الاتصال والإعلام والتوجيه في وزارة الدفاع الوطني إن العروض المنظمة موجهة إلى الجمهور، بغرض تمكينه من التعرف عن قرب على القوات المسلحة الجزائرية وتشكيلاتها المختلفة، والإمكانيات المادية والبشرية التي تحوزها.
ويرى أكرم خريف الخبير في الشؤون العسكرية أن هذا العرض وإن كان محتشما من حيث الحجم إلا أنه يعتبر عودة قوية للجيش الجزائري، ويعكس رغبة لدى المؤسسة العسكرية من أجل الانفتاح على الجمهور الجزائري، والتعريف بالتطور الذي تشهده مختلف وحدات الجيش الجزائري، خاصة بعد مسار التطوير والعصرنة الذي دام مدة طويلة تفوق العشر سنوات، موضحا أن آخر محاولة لتنظيم عرض عسكري كانت سنة 2004، بمناسبة مرور 50 عاما على اندلاع ثورة التحرير، إذ كان هناك مشروع لتنظيم عرض عسكري ضخم، لكن تم التخلي عن المشروع لأسباب سياسية، تتعلق أساسا بعدم رغبة الحكومة الجزائرية في إزعاج الجار المغرب، خاصة وأن البلدين كانا قد دخلا في محادثات لتسوية المشاكل العالقة، اليوم الوضع مختلف ولا يوجد ما يمنع الجيش من العودة إلى مثل هذه الاستعراضات العسكرية في الساحات العمومية.
جدير بالذكر أن آخر استعراض عسكري شهدته الجزائر كانت سنة 1989، أي سنة واحدة بعد الانتفاضة الشعبية التي عاشتها الجزائر في أكتوبر/ تشرين الأول 1988، والتي لجأت خلالها السلطات آنذاك إلى إنزال الجيش بدباباته إلى الشارع لقمع المظاهرات وحفظ الأمن، قبل أن تغرق البلاد بعدها بسنوات قليلة في دوامة العنف والإرهاب، التي دامت من بداية التسعينيات حتى بداية الألفية الجديدة، فترة خاض فيها الجيش معركة ضارية وقاسية ضد الجماعات الإرهابية، وتمكن من دحرها وإفشال مشروعها.

m2pack.biz