الرؤية التي ترى كافة الأبعاد المختلفة تساعد على ترتيب الأولويات

الرؤية التي ترى كافة الأبعاد المختلفة تساعد على ترتيب الأولويات

الرؤية التي ترى كافة الأبعاد المختلفة تساعد على ترتيب الأولويات

إن عملية اتخاذ القرارات تشبه طبيعة الفكر البشري الذي يقصر نظره على ناحية واحدة من نواحي الوجود، فهو نادراً ما يصيب أكثر من جهة، بينما تفوته منه جهات أخرى فطن إليها غيره من الأفراد، فينشأ من ذلك الاختلاف والتنازع. وكذلك مثل الحال في الإبصار، فإن المنظر الطبيعي الواحد يختلف اشد الاختلاف تبعاً للجهة التي ينظر منها الإنسان إليه، حتى إنك لترى صورتين قد أخذتا لمنظر واحد، فتتوهم أنهما منظرين مختلفين، في حين أنهما مجرد صورتان قد أخذتا من جهتين مختلفتين لمشهد واحد بعينه.
عليك إذن أن تتعلم كيفية النظر للأمور بشكل متكامل وحينما تأتي إلى مرحلة اتخاذ قرارات وبالتالي المفاضلة و ترتيب الأولويات ،ينبغي أن تتعود على اتخاذ الأبعاد المتعددة لهذا القرار في اعتبارك، وليس فقط بعدًا أو زاوية واحدة هي التي تنظر من خلالها. فحاول أن تجمع مثلاً بين التخطيط اليومي وبين التخطيط الاستراتيجي بعيد المدى لسنين قادمة، بأن تضع خطة شهرية، تقوم فيها بتحديد أهداف ومهام عليك القيام بها خلال هذا الشهر، كقراءة كتاب معين أو رؤية صديق أو السفر في رحلة قصيرة أو حضور حفل موسيقي معين، أو أي شئ تشعر أنه ذو أهمية بالنسبة لك، بدون أن تحدد توقيت لهذه الأشياء، لتكون لديك مساحة حرية من التصرف وإعادة تنظيم وقتك وفقاً للأولويات المهمة.
هناك أسلوبين يمكنك أن ترى الأشياء من خلالهما، هما المنظور الجزئي والمنظور الكلي. عليك أن تتعلم كيفية الرؤية للصورة وللحياة ولأهدافك بشكل تجميعي أو كلي، لا يجعلك تغرق في التفاصيل والجزئيات وتتشتت. فحاول على سبيل المثال أن تقوم بجمع عدة أهداف قد تبدو متفرقة، بشكل يعيد الربط بين تلك الأهداف ويجعلها تخدم بعضها البعض، فإذا حققت هدف، فإنه يساعدك على إنجاز الهدف الآخر. ولا تنسى مبادئك ومحاولة الارتباط بها أثناء اتخاذك لأي قرار أو خلال ترتيب الأولويات المهمة. فهذا الالتزام بالمبادئ كالحفاظ على مواعيدك على الرغم من وجود أسباب طارئة تمنعك. الرؤية الكلية بالإضافة إلى الاسترشاد بمبادئك. ستقدم لك دائمًا يد العون في اتخاذ القرارات المناسبة والصحيحة.

m2pack.biz