الشتّاوي ل«القدس العربي»… «النداء» يشكّل خطرا على تونس وأطراف داخله متورطة في شبكات التسفير
الشتّاوي ل«القدس العربي»: «النداء» يشكّل خطرا على تونس وأطراف داخله متورطة في شبكات التسفير
تونس – «القدس العربي»: نفت ليلى الشتّاوي النائبة عن حزب نداء تونس «الاتهامات» الموجهة لها بتسريب تسجيلات توثق الاجتماع الأخير للهيئة السياسية للحزب، مشيرة إلى أن من سرب هذه التسجيلات يسعى للتغطية على الشخصيات الجديدة التي انضمت مؤخرًا للحزب.
كما اتهمت بعض الأطراف داخل الحزب والمتورطة بشكل غير مباشر في شبكات تسفير الشباب التونسيين إلى بؤر الإرهاب بمحاولة إقصائها من رئاسة اللجنة البرلمانية المكلفة بالتحقيق حول هذه الشبكات.
ودعت إلى حل الحزب الذي قالت إنه بات يشكل خطراً على البلاد، مشيرة إلى أن المدير التنفيذي ل«نداء تونس» حافظ قائد السبسي لا يملك الكفاءة والقدرة لتسييره وهو يشكل «حصان طروادة» بالنسبة لبعض الاطراف «الانتهازية» الساعية لاتخاذ الحزب كمطية للوصول إلى السلطة.
وكان حزب «نداء تونس» قرر قبل أيام تجميد عضوية النائبة ليلى الشتاوي في الحزب والكتلة البرلمانية بعد اتهامها بتسريب التسجيلات التي توثق الاجتماع الأخير للهيئة السياسية للحزب، والتي أثارت جدلاً كبيراً في البلاد.
وقالت الشتاوي في حوار خاص مع «القدس العربي»: «لا علاقة لي بهذه التسريبات، وكانت مواقفي الشخصية دائماً واضحة تجاه الحزب وقيادته ولا أحتاج اليوم لتسريب أية معلومات كي أوضح هذه المواقف، وهذه الاتهامات مغلوطة وكيدية وهي محاولة إقصاء ممنهج لشخصي».
وأشارت، في السياق، إلى أنها لا تستطيع ذكر الأطراف المسؤولة عن هذه التسريبات، مضيفة «الاتهامات بتسريب التسجيلات بدأت بالتدريج، ففي البداية اتهموا زميلتي صابرين القوبنطيني ومن ثم وفاء مخلوف ووصولاً إلى اتهامي شخصياً، والقوبنطيني قالت إنه من المؤكد أن المسربين موجودون في الحزام الذي يحيط بالمدير التنفيذي حافظ قائد السبسي، وقد يكون هذا الأمر ممكناً، ولكن أنا ليس لدي أدلة ولا أستطيع أن أؤكد هوية من قام بهذا التسريب».
لكنها استدركت بقولها إن الأمر يتعلق برفضها «دخول بيت الطاعة» بالنسبة لحافظ قائد السبسي الذي اعتبرت أنه «ليس له الكفاءة والقدرة على تسيير حزب كنداء تونس، ومشكلته أنه يشكل حصان طروادة بالنسبة للحزام المحيط به والمسؤول عن تفتت نداء تونس والصورة التي عليها الحزب الآن، وحافظ كان هو الآلية التي استعملها هؤلاء الانتهازيون والذين همهم الوحيد الوصول إلى السلطة وهم لا يهتمون بالدولة أو بإيجاد آليات لإعانة الحكومة اليوم أو برامج جديدة تنتظرها البلاد والمواطنون».
وحول طبيعة هذا «الحزام» المحيط بحافظ قائد السبسي ومكوناته، قالت الشتاوي «هو مكّون من سياسيين وأعضاء من داخل الحزب، وهؤلاء استخدمتهم أطراف خارجية كي تتمكن من تدمير الحزب من الداخل ووضع يديها على قيادات سياسية عدة داخل النداء».
وكانت التسجيلات المسرّبة من الاجتماع الأخير للهيئة السياسية لحزب «نداء تونس» أثارت جدلاً كبيراً، وخاصة فيما يتعلق بالتصريحات الواردة على لسان المدير التنفيذي حافظ قائد السبسي وعدة قيادات من حزب، والتي وجهوا خلالها انتقادات لاذعة للحكومة ولعدد من الشخصيات في البلاد.
وقالت الشتاوي إن الاجتماع تناول أموراً أخطر تتعلق بالأمن القومي للبلاد، لكنها أكدت أنها لا تستطيع الإدلاء بها عبر الإعلام، مشيرة بالمقابل إلى أنها قدمت ما لديها من معلومات حول هذا الأمر إلى السلطات المعنية.
وأشارت إلى أن التسريبات الأخيرة تم توظيفها ل«التغطية على انضام أربعين شخصية معروفة إلى «نداء تونس»، وأضافت «أعتقد أن هذه التسريبات مهّدت لانضمام الشخصيات الجديدة إلى الحزب، فاليوم نتحدث عن التسريبات ولا نتحدث عن هذه المجموعات التي يقع انضمامها للنداء، فنداء تونس اليوم ليس هو الحزب ذاته الذي نجح في انتخابات 2014، لأنه أُفرغ من مناضليه الذي أسسوه وكل الكفاءات التي عملت به، وأنا أتفهم اليوم سعي حافظ قائد السبسي لاستقطاب شخصيات جديدة لأن الحزب يحتاج لإطارات (قيادات) جديدة قبل المشاركة في الانتخابات البلدية المقبلة».
من جانب آخر، أكدت الشتاوي أن ثمة أطرافاً من داخل النداء مارست عليها ضغوطاً كبيرة كي تتخلى عن رئاسة اللجنة البرلمانية المكلفة بالكشف عن حقيقة الأطراف التي تقف خلف شبكات تسفير الشباب التونسيين إلى بؤر التوتر.
وأضافت «هذه الأطراف منسوبة إلى نداء تونس، وهي لا تمثله، لأن النداء هو مشروع حداثي تقدمي وصل إلى الانتخابات وقام بمعجزة انتخابية ضمن الوضع الصعب الذي كانت تمر فيه البلاد، وهناك أطراف لا تريد أن يبقى الحزب كمشروع حداثي يستوعب جميع الأطراف، فنجاح النداء يعتمد على هذا التنوع، ولكن بدأنا نسمع عن منهجية أخرى وتصور آخر للحزب يخلف عن ذلك الحزب الذي انتُخب من قبل ملايين التونسيين».
وحول إمكانية تورط أطراف من داخل نداء تونس بشكات التسفير إلى الخارج، قالت الشتاوي «هي ليست متورطة بصفة واضحة (مباشرة) ولكن لها علاقة بالأطراف الخارجية المتورطة بشبكات التسفير، وهذه الأطراف الخارجية لها علاقة بما يحدث في ليبيا».
وفيما يتعلق بإمكانية تورط الأطراف المذكورة بالاغتيالات السياسية في تونس، قالت «ليست لدي معلومات، والعلاقة اليوم غير واضحة، ولكن هذه الأطرف المرتبطة بشكل وثيق بشكات التسفير، بدأت تضعف ومآلها الخروج من الخارطة السياسية، لأن الوضع في ليبيا تغير كثيراً في الأشهر الأخيرة، والقوة التي كانت مسيطرة في السابق هناك لم تعد موجودة، وحلت مكانها قوى أخرى».
من جانب آخر، اعتبرت الشتاوي أن حزب «نداء تونس» انتهى، مشيرةً إلى أن «المشروع الأصلي غير موجود في نداء تونس، والحزب بوضعه الخالي وبهذه العصابات والمافيا المتحكمة فيه بات يشكل خطراً على البلاد».
وأضافت «أؤكد ثانية أن نداء تونس يجب أن ينتهي (أن يتم حله) لأنه يشكل خطراً على البلاد، وأتمنى أن يكون هناك بديل آخر له يعطي ما هو أفضل لهذه البلاد ويبنى على هذه الديمقرطية الناشئة ويعطي أملاً أكبر للتونسيين، خاصة فيما يخص حياتهم اليومية وتحسين الوضع الاقتصادي والاجتماعي، ويعيد ثقة الناس في السياسيين لأن ثمة انعداماً للثقة بين التونسيين والسياسيين».