اللاشعور الاجتماعي 39من اصل39

اللاشعور الاجتماعي 39من اصل39

اللاشعور الاجتماعي 39 من اصل 39
اللاشعور الاجتماعي 39 من اصل 39

إن شعور الإنسان بلا شعوره يعني أن يتعرف ويشعر بإنسانيته الكاملة ويزيل الحدود التي يقيمها المجتمع في كل إنسان وبالتالي أيضاً بين الإنسان وأخيه الإنسان. ومن الصعب بلوغ هذا الهدف، وقلما يتأتى ذلك. على أن في إمكان كل واحد أن يدنو منه؛ إذ لا يعني هذا شيئاً آخر إلا تحرير الإنسان من الاغتراب المشروط اجتماعياً، الاغتراب من نفسه ومن الإنسانية. فالقومية والرهبى من كل ما هو أجنبي غريب Xenphobie قطبان متنافران للتجربة الإنسانية التي تحصل بأن يشعر المرء بلاشعوره ويعرف هذا اللاشعور.

لكن ما العوامل المؤدية إلى ملاحظة للاشعور الاجتماعي تزيد أو تقل؟ إنه لواضح بادئ ذي بدء أن خبرات فردية معينة تستلزم فرقاً. إن ابن أب مستبد ثائر على السلطة الأبوية من دون أن تنوء عليه بكلكها سيكون مهيئاً أفضل تهيئة لأن يفطن إلى التسويغات الاجتماعية ويدرك الواقع الاجتماعي الذي لا يعيه ولا يشعر به معظم الناس. وعلى هذا النحو فإن أعضاء أقلية عرقية دينية أو اجتماعية ينبغي أن تعاني من تمييز الأغلبية سيميلون أكثر ما يميلون إلى الارتياب بالقوالب الاجتماعية؛ وينطبق هذا أيضاً على أفراد طبقة مستغلة بائسة معدمة؛ على أن مثل هذا الموقف الطبقي لا يجعل الفرد دائماً أكثر استقلالية وأبرع في النقد. وكثيراً ما يجعله وضعه الاجتماعي أقرب إلى التردد وأكثر حرصاً على أن يتبنى قوالب الأغلبية ليكون في نظرها مقبولاً ويحس بالثقة والاطمئنان. وما كنا لنستغني عن تحليل مسهب لكثير من العوامل الاجتماعية والفردية لو أن المرء أراد أن يحدد السبب أن بعض أفراد أقليات أو أكثريات مستغلة يكون رد فعله مزيداً من النقد وأن آخرين يستجيبون بمزيد من الخضوع لأنماط التفكير السائدة. إلى جانب هذه العوامل عوامل اجتماعية بحتة يتوقف عليها مدى قوة المقاومة لأن يصبح الواقع الاجتماعي شعورياً. وحين لا يكون لمجتمع أو طبقة اجتماعية ذرة من الأمل في أن تنتفع عملياً من فهمها وعلمها لأنه ليس هنالك من الناحية الموضوعية ذرة من الأمل في التحول إلى الأفضل،

m2pack.biz