اللاشعور الاجتماعي 7من اصل7

اللاشعور الاجتماعي 7من اصل7

اللاشعور الاجتماعي 7 من اصل 7
اللاشعور الاجتماعي 7 من اصل 7

ونعرف أنه خائف من ذلك وتعرف زوجته ويعرف الجميع، لكنه هو نفسه لا يعرف ذلك. وفي ذات يوم يتظاهر بأنه متوعك ومنحرف المزاج؛ وليس هنالك فيا ليوم التالي أية ضرورة إلى القيام بهذه الرحلة؛ وفي اليوم الثالث تتاح له إمكانيات أفضل للوصل إلى الشيء نفسه من دون القيام بالسفرة؛ ثم يعيب علينا أننا كنا نذكره بالرحلة على نحو دائم ويزعم أنها محاولة لإجباره على شيء ولكن لما أنه لا يسمح بأن يرغم على شيء فلن يقوم بالرحلة؛ وأخيراً يقول إن الأوان فات الآن على الرحلة في كل الأحوال؛ وعلى هذا فمن العبث مواصلة التفكير في ذلك. وحين يلمح المرء أمامه، ولو بمزيد من اللباقة، إلى أنه ربما خاف من هذه الرحلة، لن يجادل عندئذ في ذلك، بل سيحتج أشد احتجاج وسينهال علينا نهراً وتأنبياً بحيث نجد أنفسنا مدفوعين في نهاية المطاف إلى أن تعتذر منه. وخوفاً من أن نخسر صداقته سنؤكد له في النهاية أننا لم نرد أن نقول قط أنه يخاف وسنشيد بشجاعته إشادة حماسية. فماذا حدث؟ إن الدافع الحقيقي إلى أنه رفض الذهاب كان الخوف. (إن الشيء الذي خاف منه ثانوي بالنسبة لما نحن في صدده، كما أنه ليس بذي أهمية ما إذا كان خوفه مسوغاً تسويغاً موضوعياً أم كان السبب مجرد وهم أو تخيل.) ومهما يكن فإن صديقنا لم يكن على بصيرة بهذا الخوف. على أنه يجب عليه أن يبحث عن تفسير “معقول” أنه لا يريد السفر، وهذا يعني أن يبحث عن “تسويغ”. وفي أثناء ذلك يمكن أن تخطر بباله كل يوم تعلة أخرى- فكل من حاول ذات مرة أن يقلع عن التدخين يعرف كم يسهل علينا أن تعن التسويغات على بالنا- أو يمكنه أيضاً أن يتشبث بتسويغ أساسي. والحقيقة أنه ليس بمهم أيضاً ما إذا كان التسويغ من حيث هو وجيهاً أم لا؛ المهم هو أنه لا يمثل السبب الحقيقي الكافي لامتناع. على أن الإرب هو حدة رد فعله وشدة مقاومته حين نذكر دافعه الحقيقي.

m2pack.biz