الموضوع ٢٠-٢٧ تطوير التفكير النقدي بداية من الدراسة الابتدائية حتى الجامعة 1من اصل2

عزم “ويليام بيري الابن”(١٩٧٠) من جامعة هارفارد على شرح طبيعة النمو الفكري الذي يحدث خلال سنوات الجامعة وتمكن في النهاية من تحديد ثلاث
مراحل شديدة التباين (مع وجود مراحل فرعية متفرعة منها) والتي تؤدي إلى المراحل التنموية أو حتى أساليب التفكير:
١. الازدواجية وفيها يميل طالب الجامعة الجديد إلى رؤية العالم من منظور الخطأ والصواب أو الخير والشر ويبحث في المواد الدراسية للطلاب الجدد أو
الطلاب القدامى لكي يعثر على الإجابات الصحيحة.
٢. النسبية وفيها يبدأ طالب الجامعة الذي ازداد تمرسًا بتجنب فكرة المقاربة أو الإجابة الصحيحة الوحيدة ويبدأ بدلًا من هذا في تقبل التعددية حيث تكون
وجهات النظر المتعددة وأنظمة التقييم جيدة أو صحيحة في آن واحد.
٣. الالتزام وفيه يبدأ طالب الجامعة المتمرس في أثناء الاستمرار فكريًّا أو معرفيًّا بتقبل مرحلتي النسبية والتعددية برغم تفعيله مجموعة من القيم
الشخصية. ولكن يمكن أن يُدرج هذا الالتزام ويُقبل في أنظمة أخرى على النقيض من الالتزامات السابقة والتي لم يتم اختبارها وتقوم على السلطة المطلقة.
في عمل موازٍ اكتشفت “ماري بيلينكي” وآخرون (١٩٩٧) أن النساء التقليديات في الولايات المتحدة الأمريكية اللاتي التحقن بالجامعة رغمًا عنهن أصبحن يتقبلن ما
تقوله السلطات على أنها أمور صحيحة وجيدة. تتبعت “بيلينكي” عملية عثور تلك النسوة (والرجال أيضًا) على طريقة للتعبير عن أنفسهن وقد كانت المراحل
مماثلة للمراحل التي عرضها “بيري”.
كيف يمكن للمرء أن ينقل شابًّا من مرحلة الازدواجية إلى النسبية؟ في منتصف حقبة التسعينيات من القرن العشرين حضرت ورشة عمل تحت عنوان “التفكير
النقدي لطلبة الجامعات” والتي كان يقودها أستاذ علم الأحياء “كريج نيلسون” من جامعة إنديانا (والذي حصل بفضل جهوده في تطوير التعليم الجامعي
على لقب “أستاذ العام الأمريكي” في عام ٢٠٠٠ المقدمة من مؤسسة كارنيجي لتطوير التعليم). بعد مراجعة نماذج “بيري” و”بيلينكي” أشار “نيلسون” إلى أن آلية
تحويل شاب في اتجاه اكتشاف طريقة تعبيره عن نفسه تتحقق عبر استخدام “أدوات” الانضباط.