الموضوع ٢٠-٢٨ ما الذي يجعل الكتب الدراسية جيدة؟

بعيدًا عن محتوى المواد الدراسية المكتوبة المستخدمة في عملية التعليم هناك عاملان يبدوان على قدر كبير من الأهمية: الأسلوب والتنظيم . فيما يتعلق
بالأسلوب أكدت “سوزان وايد” أستاذة التعليم بجامعة يوتاه في عرض قدمته إلى جمعية أبحاث التعليم الأمريكية في شهر إبريل عام ١٩٩٣ أن التفاصيل
الثابتة وفقرات الوصف المرئية أكثر فاعلية في جعل المواد أكثر إثارة من الحكايات والشرائط الجانبية حيث لا تعمل الأولى على جعل المواد الدراسية أكثر إمتاعًا
فحسب بل أكثر سهولة في الفهم أيضًا في حين قد تتداخل الأخيرة مع عملية التعلم عبر تشتيت الطلبة عن البحث المتعمق عن المعلومات. اكتشفت “وايد” أن
المصطلحات التقنية تداخلت مع الاهتمام والفهم بشدة في حين ساعدت اللغة الثابتة والمرئية على زيادة الاهتمام والفهم ( إيه بي إيه مونيتور عدد يوليو ١٩٩٣).
فيما يتعلق بالتنظيم اكتشف ” والتر كينش” (١٩٩٤) أن وسائل التنظيم المتقدمة عندما يتم ترتيبها بنفس ترتيب النص المستهدف تزيد من إمكانية تذكر
المعلومات (انظر الموضوع ٢٢-١). ولكن عندما يتم ترتيبها بطريقة تختلف عن النص المستهدف تظهر على المتعلمين درجات أعلى من الفهم. من الجلي أن الحالة
الثانية تتطلب المزيد من المساهمة من قبل القارئ وبالتالي المزيد من الفهم. كما اكتشف “كينش” أن القراء محدودي المعرفة يتعلمون بطريقة أفضل عبر
استخدام النصوص الأقل تنظيمًا والتي لا تحتوي على كامل المعلومات فمن الجلي أنه عندما يرى القراء والمتعلمون الأكثر معرفة نصًّا منمقًا بطريقة جيدة
فإنهم يفترضون أنهم يعلمون أغلب ما يحتويه من معلومات ويعزفون عن “الانخراط في قراءة” النص. أما النصوص الأقل تنظيمًا على غرار سجلات الحالات
والمجموعات المحررة والمراجع فتعد أكثر اجتذابًا للقراء الأكثر معرفة.