حرية التعبير والرقي الاجتماعي
الرقي الاجتماعي يقاس بمقدار حرية التعبير والديموقراطية داخله، لسبب بسيط، لأنه في البلاد المستقرة سياسياً واجتماعياً غالباً تكون حرية التعبير داخلها بصورة أخلاقية داخلية لشبع الإنسان نفسه وشعوره بالأمان وأن الأمر غير متأزم، لذلك تصبح لغة الحوار بين الناس هادئة ورصينة غير الشعوب الفقيرة التي تشعر بالقهر والمؤامرة دوماً من حكوماتها ومسئوليها الذين يكونون في الغالب هم سبب الفقر والكساد وقلة الموارد بصورة أساسية وسرقتها لأجل مصالحهم الشخصية، فيكون حوار الشعب معهم عنيف وطبقي وغير مهذب. لأنه كيف يتهذب من ينام وهو لا يعلم ماذا سيأكل غداً فالأمر نفسياً صعب وإذا انتشر هذا الشعور بين أفراد الشعب بصورة كبيرة فتخيل معي مدى النقمة التي سيشعر بها الناس، ولذلك غالباً وأبداً سياسات البلاد الفقيرة تعتمد على القمع وسياسات الدول الغنية تعتمد على حرية التعبير. ولكن الحقيقة أن ليست حرية التعبير هي سبب الغنى بل أن الغنى هو سبب حرية التعبير والهدوء النسبي. فالإنسان بطبعه كائن ثوري وإن شعر بالخطر سيثور دفاعاً عن حياته بصورة غريزية ليس إلا، لذلك إن أردت أن تجعل من الشعب راقي ويمتلك حرية تعبير اجعله شعب مطمئن مادياً، ولكن الحقيقة أن تجربة الشعب الألماني بعد الحرب العالمية الثانية تختلف كثيراً.