دراسة إيسلندية تقول إننا سنصبح أكثر غباءً

دراسة إيسلندية تقول إننا سنصبح أكثر غباءً

دراسة إيسلندية تقول إننا سنصبح أكثر غباءً

رغم أن فيلم “Idiocracy” ليس بالفيلم العظيم، إلا أن فكرته عبقرية: يذهب رجل متوسط الذكاء للنوم لمدة 200 سنة ويستيقظ ليجد نفسه أذكى شخص على الأرض. يعود هذا بشكل كبير لتكاثر الناس الحمقى بسرعة وبإهمال وبغزارة شديدة، أما الأذكياء يفعلون ذلك باستراتجية أكبر- وبالتالي بمعدل أقل.
يبدو للكثير منا أن العالم يصبح أكثر غباءً. حيث أشارت الأبحاث التي نشرت حديثا من قبل ديكود، وهي شركة علم الوراثة في ريكيافيك – أيسلندا، إلى أن فيلم Idiocracy قد يكون محقا. لحسن الحظ، لن يجتاح الأغبياء للعالم بشكل مفاجئ، وذلك لانخفاض معدل الذكاء حوالي 0,04 نقطة فقط في العقد الواحد. لكن القلق هو ما يمكن أن يعني هذا مع مرور الوقت.
اعتمد استنتاج فريق ديكود على قاعدة بيانات لحوالي 100000 من الإيسلنديين شاملة فترة 65 عاما. بحث الفريق عن التغيرات في انتشار تنوع الجينات التي تتوافق مع الرغبة في التحصيل العلمي. ووجدوا انخفاضا طفيفا في ظهورها خلال هذا النطاق الزمني.
ومع ذلك، فمن المهم أن نرى النتيجة ضمن السياق. لاحظ قائد الدراسة كاري ستيفانسون أن التحسينات في التعليم يمكن أن تغمر وتزيل هذا التأثير الوراثي بوضوح– فلا ننسى أن معدلات اختبار الذكاء ارتفعت بين 1932 و 1978 بحوالي 14 نقطة تقريبا.
يوجد أيضا بعض الأدلة على نقيض ذلك. حيث وجدت دراسة عام 2014 أنه بينما تملك النساء الأمريكيات المتعلمات معدل إنجاب أقل (2,09 طفل) من النساء اللاتي لا يملكن شهادة ثانوية (2,24 طفل)، فإن اللواتي لديهم درجات متقدمة يملكون أطفالا (1,96) أكثر من ذوي الشهادات الجامعية (1,88). ولكن وبشكل غريب، فإن معدل الإنجاب الأقل هو لدى النساء اللواتي يملكن بعض التعليم الجامعي ولكن دون شهادة (1,78 طفل).
ليس واضحا بشكل كامل فيما إذا كانت الجينات هي العامل الرئيسي الذي يجعل الناس المتعلمين ينجبون بشكل أقل. فقد وجدت دراسة من قبل ميليندا ميلز من أكسفورد أنه يمكن أن تؤثر الجينات على “متى” تنجب المرأة طفلا ولكنه ليس عاملا مهما في تحديد “هل” ستنجب طفلا، حيث قالت: “التعليم الذي نملكه هو الذي يحدد بشكل كبير اجتماعيا وبيئيا متى وكم من الأطفال سنملك، حيث إنه يلغي التأثير الوراثي”.
في تصورIdiocracy للحماقة البرية الهالكة، تبدو الثقافة هي المجرم الأكبر، ومعظم الخبراء يوافقون. كما تقدم الدراسة الجديدة خطرا. وفقا لما ذكره إيوان بيرني، مدير المعهد الأوروبي للمعلوماتية الحيوية في كامبريدج، بأن البعض سوف يسيء فهم استنتاجه على إنه يعني أن الجينات تحدد قدرة الفرد على التعلم. وقال بيرني ل “الجارديان”: “هذا ليس صحيحًا، ولا يمكنني التأكيد على أهمية ذلك بالقدر الكافي”.
في نهاية المطاف، تعد نتائج بحوث ديكود أكثر إثارة للاهتمام من أن نتخلص منها، وهي مثال على الاتجاهات المثيرة للاهتمام التي يمكن أن تختبئ في قواعد البيانات الجينية الكبيرة. سنرى تحليلات أكثر من هذا النوع في المستقبل، حيث يتم تجميع المزيد من سجلات الأشخاص مع مرور الوقت.

m2pack.biz