دمج الماضي بالحاضر في العمارة – العمارة في الحاضر

دمج الماضي بالحاضر في العمارة – العمارة في الحاضر

دمج الماضي بالحاضر في العمارة - العمارة في الحاضر

شكلت الثورة الصناعية في منتصف القرن التاسع عشر تغيير كبير في فن العمارة والبناء، حيث دخلت الكثير من المواد الصناعية في التشييد مثل الزجاج والخرسانة المسلحة وغيرها من المواد التي غيرت في شكل البناء تماماً. وقد نتج عن اختراع المصعد الكهربائي توسع الابنية أفقياً بشكل كبير.
القرن العشرين كان له أكبر الأثر في تطور العمارة وظهور المزيد من الأنماط في البناء مثل نمط الحداثة، والحداثة المتأخرة، وما بعد الحداثة، كما ظهرت المدرسة التفككية في البناء وغيرها من المدارس التي تركت أثرها على أبنية هذا القرن.
مع نهاية القرن العشرين وبداية القرن الواحد والعشرين كانت الثورة الرقمية بدأت في غزو العالم، ولم يكن المعمار بعيد عن هذا الغزو فقد ظهرت تشكيلات مختلفة في المعمار تُسمي بالأشكال الرقمية، وامتازت هذه الأشكال بظهور بعض تفاصيل الفراغ والنماذج ثلاثية الأبعاد في محاكاة البناء.
إن التطور الحادث في الثورة الرقمية لم يؤثر فقط في البناء لكنه اثر كذلك في المواد المستعملة في البناء فظهرت مواد مثل التيتانيوم والذي يلعب دور كبير في العمارة النحتية فهو من الفلزات القوية والمقاومة للصدأ وفي نفس الوقت هو خفيف الوزن للغاية.
أول من أستعمل هذه المادة في البناء هو فرانك جيري الذي قام بالاستعانة بألواح التيتانيوم في بناء الكثير من مبانيه مثل متحف جوجنهايم في أسبانيا، وقد تمت الاستعانة بالتيتانيوم كمادة بناء منذ ذلك الحين، حيث يتماشى مع عمارة الشفافية.
وقد بدا استعمال الزجاج في منتصف القرن 19 وتطور استعماله ليصبح جزء أساسي من بناء الأسطح كمادة شفافة أو عاكسة للضوء، وقد لعب التطور التكنولوجي دور كبير في تطور الزجاج حيث ظهرت أنواع معالجة من الزجاج لها خصائص مميزة مثل الزجاج المسلح والألياف الزجاجية وظهر كذلك طوب زجاجي.
يعتبر مبني شركة “سويس ري” واحد من أهم نماذج استعمال الزجاج في البناء، ومبني مركز برادا بمدينة طوكيو اليابانية، وكذلك أبراج أجبار التي يتشكل السطح الخارجي لها من الزجاج المعالج الذي يغير لونه باستمرار، كما يحتوي الزجاج على أجهزة استشعار حراري لفتح وإغلاق الزجاج بطريقة تقلل من استهلاك الطاقة الكهربائية للتكييفات.
الأمر الأكيد أن التطور التكنولوجي المعاصر كان له اكبر الأثر في تغيير أنماط العمارة والبناء، لكنه هذا لا يعني أن الروح والتصميم الكلاسيكي للعمارة قد اختفي تماماً من حياتنا، فلا زال الكثير من المعماريين يعملون على دمج الروح الكلاسيكية للمعمار مع التقنيات الرقمية الحديثة في خلق المبني المثالي.
مراجع 1 _ 2

m2pack.biz