غزيرة القطيع 5من اصل5

غزيرة القطيع 5من اصل5

غزيرة القطيع 5من اصل5
غزيرة القطيع 5من اصل5

وكم سيسعدهن في هذه الحال أن يتشاطرن خصلة من شعره! لقد كن متنافسات في البداية، لكنهن أفلحن في النهاية في التماهي، وكانت واسطة اتحادهم حبهن الواحد لموضوع واحد. وحين يكون الوضع المثير للعواطف قابلاً لأن ينتهي على وجوه عدة (وذلك هو واقع الحال بالنسبة إلى أكثرهن)، فإن الحل الذي يؤخذ به في أكثر الأحيان هو ذاك الذي ينطوي على إمكانية إشباع محدود، على حين أن العديد من الحلول الأخرى، التي كانت تبدو أكثر طبيعية، لا يجري الأخذ بها لتنافيها، في الشروط المتاحة من قبل الواقع، مع تحقيق الهدف.

إن جميع التظاهرات الأخرى، التي يُلاحظ لاحقاً نجعها في الحياة الاجتماعية، كالروح المشتركة على سبيل المثال، وحس التضامن… الخ، تنبع هي الأخرى، بلا مراء، من الغيرة. فلا يجوز لأحد أن يتميز عن الآخرين، وعلى الجميع أن يفعلوا الفعل نفسه وأن يحوزوا الشيء نفسه. والعدالة الاجتماعية تعني أن يضن الإنسان على نفسه بالكثير من الأشياء، كيما يعزف عنها الآخرون بدورهم، أو – والأمر سيان – كيلا يكون في مقدورهم المطالبة بها. ومطلب المساواة هذا هو ما يشكل جذر الوعي الاجتماعي وحس الواجب. وهو ما نلتقيه أيضاً، بصورة غير متوقعة، في أساس “حصر العدوى” الذي أماط التحليل النفسي اللثام عن وجوده لدى المصابين بداء الزهري، وهو حصر يناظر الصراع الذي يضطر هؤلاء البؤساء لخوض غماره ضد الرغبة اللاواعية في نقل عدواهم إلى آخرين: فلماذا يبقون هم وحدهم المصابين بالداء ويضطرون بالتالي إلى حرمان أنفسهم من أشياء كثيرة، بينما الآخرون في أحسن عافية وأحرار في أن ينهلوا من معين المتع والمباهج كافة؟

والنادرة المليحة عن حكم سليمان ذات مغزى مماثل أيضاً: فما دام طفل إحدى المرأتين قد فارق الحياة، فلا يجوز أن يكون للأخرى طفل حي. وقد كفت هذه الرغبة الملك كي يتعزف المرأة التي مات طفلها.

 

m2pack.biz