الألم عنوان الحياة والفن طوق النجاة
1من اصل2
وفيق صفوت مختار: مصر
لم تكن الرسامة المكسيكية فريدا كاهلو
1907 – 1954 Frida Kahlo رسامة عادية، ولا كان نجاحها من النجاحات المخملية التي ما إن يغادر أصحابها الحياة حتى تقبر أعمالهم في المتاحف والأروقة. ولم ينافس أسطورة “فريدا” سوى فرانز كافكا1924 – 1883 Franz Kafka في الأدب، حيث تحولت صورة كل منهما إلى أيقونة للتحدي، فقد كان الفن خلاصًا من الألم.
هي متمردة، جميلة، شغوفة، مناضلة، عاشقة، مبدعة حتى الرمق الأخير، ترجمت آلامها إلى فن، تقول:
“لم أرسم أبدًا أحلامًا بل أرسم واقعي الحقيقي فقط”. ويقول زوجها الرسام الجداري المكسيكي دييغو ريفيرا 1886 – 1957 Diego Rivera:
“لم تضع امرأة من قبل كل هذه المشاعر في قطعة قماش، ما تعيشه هو ما ترسمه، ولكن ليس هناك أي تجربة إنسانية مهما كانت مؤلمة تستطيع أن تحوله إلى فن”.
عندما بلغت “فريدا” الثامنة من عمرها أصيبت بشلل الأطفال، الذي جعل رجلها اليمنى تضعف وتبدو متأخرة عن اليسرى ما جعل مشيتها غير متوازنة. وفي عام 1925 وهي في الثامنة عشرة، كانت في طريق العودة إلى منزلها، حين صدمها باص فكانت إصاباتها رهيبة: كسور في العمود الفقري والحوض والرجلين، ما جعلها تلازم فراشها أكثر من سنة. وعلى فراش الآلام اكتشفت موهبتها، واهتم والدها بأن يزودها بكل أدوات الرسم، وجعل سريرها محترفها الذي صارت تطل منه تحفًا ملهمة تجوب العالم باعتبارها من أروع إبداعات القرن المنصرم. وعندما تزوجت لم تتمكن من الإنجاب ما جعل إحساسها بالحزن والفراغ يكبر ويتحول شيئًا فشيئًا إبداعات وعطاءات فنية نادرة. لم تتوقف آلامها الجسدية عند هذا الحد فها هي ساقها تبتر لتقضي ما تبقى من حياتها على كرسي متحرك وهو ما حطمها وهزمها نفسيًا، ولكنها سرعان ما تماسكت.
وقبل رحيلها بساعات كتبت في مذكرتها كلماتها الأخيرة: “أتمنى أمن يكون خروجي من الحياة سعيدًا”.