في ذكر إحسان عبدالقدوس . رائد أدب “التحرر”

في ذكر إحسان عبدالقدوس… رائد أدب “التحرر”

في ذكر إحسان عبدالقدوس... رائد أدب 'التحرر'

من “بلاد الفلاحين”، حيث الخير يسكن الأنفس ومعه الموهبة والخيال، جاء الروائي المصري الراحل إحسان عبدالقدوس، الذي يوافق اليوم 1 يناير/ كانون الثاني، ذكرى ميلاده ال98.
تقرير — سبوتنيك. إحسان عبدالقدوس، هو ابن قرية الصالحية بمحافظة الشرقية، والذي جاء ليدرس في الأزهر، وليتخرج من الجامع ويتقدم للعمل الحكومي، فشغل منصب رئيس كتاب بالمحاكم الشرعية، وبالتزامن درس في مدرسة خليل آغا بالقاهرة، ثم في مدرسة فؤاد الأول بالقاهرة، ثم التحق بكلية الحقوق بجامعة القاهرة.
تقول موسوعات الأدب، إن عبدالقدوس، وهو من مواليد يناير، وتوفي في الشهر نفسه، وتحديداً يوم 12 يناير/ كانون الثاني 1990، من أوائل الروائيين العرب، الذين تناولت قصصهم الحب البعيد عن العذرية.
تحول عدد كبير من قصص الروائي المتميز إحسان عبدالقدوس إلى أفلام سينمائية، حيث يمثل أدبه نقلة نوعية في الرواية العربية، كما نجح في الوصول برواياته إلى العالمية، بعد ترجمة معظم رواياته إلى لغات أجنبية متعددة.
ورث إحسان عبدالقدوس موهبته من والده ووالدته، اللذان ارتبطت حياتهما بالكتابة وكانت مصدر رزقهما، فوالدته هي السيدة “روز اليوسف”، اللبنانية المولد التركية الأصل، وهي مؤسسة مجلة روز اليوسف المصرية الشهيرة، وأيضاً مجلة صباح الخير، ووالده هو الممثل والكاتب محمد عبدالقدوس.
كتب إحسان عبد القدوس أكثر من 600 رواية وقصة، قدمت السينما المصرية عدداً كبيراً منها، حيث تحولت 49 رواية إلى أفلام، بينما تم تحويل 5 روايات من إنتاجه إلى مسرحيات، وأيضاً تحولت 9 روايات من أعماله إلى مسلسلات إذاعية، و10 روايات أخرى تحولت لمسلسلات تليفزيونية.
ودفعت جودة وتميز رواياته، القائمين على الأدب في عصره، داخل وخارج مصر، إلى ترجمة نحو 65 رواية من أعماله إلى اللغات الإنجليزية والفرنسية والألمانية والأوكرانية والصينية، بالإضافة إلى تحويل بعضها إلى أفلام بالخارج.
وعلى الرغم من تواجده داخل مجتمع متحفظ، ولكن عدد كبير جداً من أعمال وروايات وقصص الروائي إحسان عبدالقدوس يمكن اعتبارها ثورة على هذا التحفظ، حيث تناول الجنس وفساد المجتمع في أعماله.
تحدث عبدالقدوس عن نفسه ككاتب متحرر عن الجنس ذات مرة، فقال “لست الكاتب المصري الوحيد الذي كتب عن الجنس، فهناك المازني في قصة “ثلاثة رجال وامرأة” وتوفيق الحكيم في قصة “الرباط المقدس” وكلاهما كتب عن الجنس أوضح مما كتبت، ولكن ثورة الناس عليهما جعلتهما يتراجعان، ولكنني لم أضعف مثلهما عندما هوجمت، فقد تحملت سخط الناس عليّ لإيماني بمسؤوليتي ككاتب”.
وأضاف “نجيب محفوظ أيضاً يعالج الجنس بصراحة عني، ولكن معظم مواضيع قصصه تدور في مجتمع غير قارئ، أي المجتمع الشعبي القديم أو الحديث الذي لا يقرأ أو لا يكتب، أو هي مواضيع تاريخية، لذلك فالقارئ يحس كأنه يتفرج على ناس من عالم آخر غير عالمه، لذلك لا ينتقد ولا يثور، أما أنا فقد كنت واضحاً وصريحاً وجريئاً فكتبت عن الجنس حين أحسست أن عندي ما أكتبه عنه”.
ولإحسان عبدالقدوس واقعة مهمة مع الزعيم الراحل جمال عبدالناصر، حيث اعترض الرئيس على رواية “البنات والصيف”، التي تحدثت عن الجنس بين الرجال والنساء في فترة إجازات الصيف، ولكن عبدالقدوس رد على عبدالناصر برسالة، أوضح له فيها أن قصصه نقلاً عن الواقع، بل إن الواقع أقبح من ذلك، وأكد للرئيس أنه يكتب هذه القصص أملاَ في إيجاد حلول لها.

m2pack.biz