قصيدتان اعتياد الحكمة

قصيدتان .. اعتياد الحكمة

قصيدتان .. اعتياد الحكمة

بِالْحِكْمَةِ ذَاتِهَا ..
الَّتِي تَنْظُرُ بِهَا إِلَى مَاضِيكَ
مُكْتَفِيًا بِبَرَاءَتِكَ الْأُولَى
الَّتِي تَبْدُو فِي صُوَرِ الطُّفُولَةِ الْبَعِيدَةِ
بِنَفْسِ الْحِكْمَةِ
تَخْلَعُ مَلَابِسَكَ
وَ تُحَرِّكُ سَلَّةَ الْمَلَابِسِ الْمُتَّسِخَةِ
مُتَجَوِّلًا فِي غُرَفِ الْمَنْزِلِ
بَاحِثًا عَنْ خُيُوطِ عَنْكَبُوتٍ
قَدْ تَكُونُ مُخْتَبِئَةً
خَلْفَ قِطَعِ الْأَثَاثِ
تُحَاوِلُ الْإِفْلَاتَ مِنْ قَدَرِهَا
تَنْسَى قَهْوَتَكَ عَلَى الْمَكْتَبِ
فَتَصِيرُ بَارِدَةً
وَ لَا تَشْرَبُهَا
تَعْثُرُ عَلِى ضِرْسٍ قَدِيمٍ
كُنْتَ قَدْ لَفَفْتَهُ جَيِّدًا فِي قُمَاشَةٍ
وَ احْتَفَظْتَ بِهِ لِلذِّكْرَى
فَتُشِيحُ بِوَجْهِكَ بَعِيدًا
مُتَذَكِّرًا تِلْكَ الَّلحْظَةَ الَّتِي اسْتَسْلَمْتَ فِيهَا
لِيَدِ الطَّبِيبَةِ
مُغْمِضًا عَيْنَيْكَ
لَا مِنَ الْأَلَمِ..
لَكِنْ لِكَيْ تَحْتَفِظَ بِمَلَامِحِهَا كَامِلَةً
وَ بِشَامَتِهَا الَّتِي تُشْبِهُ حَبَّةَ فُلْفُلٍ أَسْوَدَ
صَغِيرَةٍ
فِي أَعْمَاقِكَ
لَا تَغْضَبُ وَ هِي تَخْلَعُ ضِرْسًا آَخَرَ
غَيْرَ الَّذِي يُؤْلِمُكَ
وَ تَحْتَفِظُ بِهِ،
لِكَيْ تَجِدَهُ هَذَا الصَّبَاحَ
وَ لَا تَغْضَبُ أَيْضًا
حَتَّى وَ أَنْتَ لَا تَجِدُ أَيَّ خُيُوطٍ
لِأَيِّ عَنْكَبُوتٍ
بِلَا رَشْفَةٍ وَاحِدَةٍ مِنْ قَهْوَتِكَ
بِلَا إِحْسَاسٍ مُزْعِجٍ
مَعَ ذَلِكَ ..
ينسلون من أجداثهم مكتملين
لِرُوحِي فَضِيلَةٌ صَفِيقَةٌ
: أَنَّهَا قَبِلَتْ أَنْ تَكُونَ رُوحِي
أَيَّتُهَا الْغَبِيَّةُ
كَيْفَ لَكِ ؟!!
لِلسَّمَاءِ فَضِيلَةٌ كُبْرَى
: أَنَّنِي أَسِيرُ تَحْتَهَا
مُشْهِرًا وُسْطَايَ
تَحِيَّةُ لِلسَّالِفِينَ !!
لِأَبِي فَضِيلَةٌ وَحِيدَةٌ ..
: اِنْتِمَاؤُهُ لِي
أَنَا ابْنُهُ ..
وَ هُوَ أَبِي
لَكِنَّهُ مَا زَالَ حَيًّا
بَيْنَمَا أَبْحَثُ عَنْ هَوَاءٍ جَدِيدٍ
لِي فَضِيلَةُ الْمُخَاتَلَةِ
أَنْ أَحْكِي كَثِيرًا ..
وَ لَا تَسْمَعُونَ صَوْتِي
أُسْمِعُكُمْ صَوْتَ الْجَنَّةِ ..
بَيْنَمَا تَقْبَعُونَ فِي غَابَاتِكُمْ
مُنْتَظِرِينَ النَّارَ
لِي فَضِيلَةٌ مُشْرِقَةٌ ..
إِذْ إِنَّنِي قَرِيبُ الْآَلِهَةِ
نَسَبِي مُمْتَدٌّ لَهُمْ
هُنَاكَ عِنْدَ حَافَّةِ الْغُبَارِ
لِلْمُتَنَبِّي فَضِيلَةُ الْغَبَاءِ
: كَانَ أَحْمَقَ .. وَ مَنْبُوذًا
فَبِأَيِّ سَمَاءٍ سَأَقْتَنِعُ مِنْ بَعْدِهِ ؟!!
لِلْحَلَّاجِ فَضِيلَةٌ مَجْنُونَةٌ
: أَنَّهُ رَأَى،
لَيْسَ كَمَا يَرَى الْآَخَرُونَ بِالتَّأْكِيدِ
لَيْسَ كَمَا رَأَى هُوَ.. أَيْضًا
تَرَكَ لِي أَسْئِلَةَ الطَّوَاسِينِ .. وَ مَرَّ
لِلْمَعَرِّي فَضِيلَةٌ وَحِيدَةٌ
: أَنَّهُ كَانَ عَارِيًا .. وَ وَحِيدًا
فِي هَذَا الظَّلَامِ .. لَابُدَّ مِنَ الْوِحْدَةِ
شُكْرًا أَبَا الْعَلَاءِ
بِدُونِكَ لَمْ نَعْرِفْ لِلْوِحْدَةِ أَيَّ فَضْلٍ
لِمِكْيَافِيلِّلي فَضِيلَةٌ وُجُودِيَّةٌ
فَهُوَ وَاحِدٌ مِنْ صُنَّاعِ الْجِينُومِ
وَغْدٌ كَبِيرٌ هَذَا الرَّجُلُ
كَيْفَ تَسَلَّلَ لِكُلِّ هَذِهِ الدِّمَاءِ
دُونَ أَلَمٍ ؟
لِامْرِئِ الْقَيْسِ فَضِيلَةٌ كُبْرَى ..
أَنَّهُ كَانَ عِنِّينًا
كَانَ مُرَاوِغًا كَذَلِكَ
لَكِنَّهُ كَانَ طَيِّبًا ..
كَانَ طَيِّبًا هَذَا الْوَغْدُ
ت
* شاعر مصري, أصدر خمس مجموعات شعرية.
*msharaf3@yahoo.com

m2pack.biz