ليست كلمات

 

 

ليست كلمات
ليست كلمات

الفنان نجا المهداوي

ما إن تقع العين على أعمال الفنان التونسي “نجا المهداوي” حتى تغرق في بحر جمالياتها التي تدل على عبقرية فريدة تمكن من خلالها من فرض نفسه وأسلوبه الخاص كأيقونة في الفن التشكيلي العربي المعاصر.

خط المهداوي دون مضمون. دون كلمة ولا تكرار.

للحرف إيقاع خاص في أعمال ” المهداوي”، سعى إلى أن يكون لغة متوهجة بالحيوية من خلال أسلوب تجريدي، اتخذ من زخرفة الحروف والكلمات العربية معنى ودلال، ولكنه رغم ذلك لا يصف نفسه خطاطا، يقول: “الحرف موجود لدي دائماً، ولكن  من دون مضمون ومن دون كلمة ولا تكرار”، إنما تشكيلات بصرية زاوج فيها الفنان بحرفية عالية وبالكثير من الخيال بين الأصالة والمعاصرة، فتنساب الحروف وتتشابك على الورق مع الألوان الشرقية المفعمة بالحياة والديناميكية دون أن يكون لها معنى لغوي، مستفيدا من نبل شكلها، فيدفع المشاهد إلى قراءتها بوجدانه وفكره، ولا يقيد المهداوي شيء، فهو يرسم على القماش أو الجلد فيحول أي خامة إلى سطح يبسط عليه سلطة الحرف فيخرجها من جمودها كي تعبر معه، كما يبحث دائما عن التجديد فلم يكتف بالرسم على الورق بل على الطائرات أيضا، كما قام لأول مرة بوضع تصميماته على الخزف في ورش مايسن الألمانية للخزف.. يقول موضحا: “كان ذلك شيئاً جديداً ومثيراً بالنسبة لي، كان علي أن أبدأ من الصفر، فالألوان وأجهزة العمل مختلفة تماماً”. وفي عديد من أعماله يستخدم الفنان مواد تونسية تقليدية مصنوعة باليد. مثل الطبل وقماش الحرير والسجاد. فكما يرى “على الفنان ألا يتوقف عمله على إعادة إنتاجها”. وصمم الواجهة البلورية لمبنى “قبة البحيرة” بمدينة تونس، وقد حصل من خلال هذا العمل على جائزة اليونسكو الكبرى لفنون الحرف، كما عرضت أعمال “خطاط الحروف الراقصة” حيث اشتهر في متاحف عالمية.

 

m2pack.biz