ماهية الإدارة

كثير من المدراء سوف تتملكهم الدهشة عندما يتملقهم أحد ويعرفون أن هذا الوصف يقدم تعريفاً انشاطهم اليومى. العلماء الزائفون في كليات إدارة الأعمال بعيدون بقدر مماثل عن الممارسة التي يبشر بها درَكر Drucker. العديد من المناهج تركز كثيراً على التحليل المالى والنظم الرياضية الأخرى. يعتبر درَكر Drucker  أن هذه المعالجة زيادة تربك الإدارة (( بتحديد مقادير لها )). ومن غير المدهش أن يؤكد نفسه في تعليمه على أهمية وضع خبرات عددية ومالية وذلك بسبب أرضيته الإحصائية في مطلع حياته،  غير أن هذا هو أساس ممارسة الإدارة وليس مجمل الإدارة.

قليل من المدراء سوف يثيرون ادعاءات كبيرة في مجال خبرتهم كما فعل درَكر Drucker نيابة عنهم. وهم يظنون أن فنهم ( الذي دعاه درَكر Drucker أيضاَ علماً اجتماعياَ ) هو على وجه التحديد

إدارة أعمال. لقد وجد درَكر Drucker أن هذا التعريف ضيق جداً،  وهو يدرك أن هناك فروقاً بين إدارة ( سلسلة من محلات السوبر ماركت ) المنتشرة في البلاد وأسقفية كاثوليكية ( ورغم ذلك أن هذا أقل بشكل مدهش مما ينتقده أصحاب هذه المحلات أو الأساقفة )،  لكنه لا يلقى بالاً لهذه الفروقات.

(( الفروقات العظمى )) هي بالمعانى التي تستعملها الشركات الكبرى بصورة إفرادية،  (( وإلاً فإن الاختلافات هي بصورة رئيسية في التطبيق أكثر مما هي في المبادىء كما يؤكد درَكر Drucker،  ويتابع طرح الحجج على أن جميع المدراء الكبار في كل الشركات يمضون نفس المقدار من الوقت تقريباً فلى التصدى لمشاكل الناس : (( ومشاكل الأقراد هي تقريباً ذاتها دائماً ))،  وهو يحدد العنصر المشترك بحوالى تسعين بالمائة من مجمل عمل الإدارة،  مما يترك القليل من الوقت الذي (( يجب أن يكرس لمهمة الشركة وثقافتها وتاريخها ومصطلحاتها الذاتية )).

هذه هي احدث عبارة تدل على موقف اتخذه درَكر  Drucker منذ الخمسينات ( وهي مأخوذة من كتاب تحديات الغدارة في القرن الواحد والعشرين  Management Challenges for the 21^st Century 1999 ). وفي ذلك الوقت طبق كلمة عضو بمعنى شبه طبى : (( الإدارة عضو،  ولا يمكن أن يتم تحديد الأعضاء إلاً من خلال وظائفها )).ولهذا (( العضو الذي يحدد مشروع العمل )) – في

ملخص المؤلف جاك بيتى Jack Beatty وظائف ثلاثة : إدارة المنشأة وإدارة المدراء وإدارة العامل والعمل. يقول درَكر Drucker : (( المرء لا يدير الأفراد،  والواجب هو قيادة الأفراد بهدف جعل القوة والمعرفة الذاتية لدى كل فرد قوة منتجة )). وهذا طموح داخلى كبير.