مجتمع المصنع المسير ذاتياً  1 من اصل 2

مجتمع المصنع المسير ذاتياً  1 من اصل 2

مجتمع المصنع المسير ذاتياً 1 من اصل 2
مجتمع المصنع المسير ذاتياً 1 من اصل 2

كان هذا الموقف تجاه العاملين لعنة على درَكر Drucker الذي كان – حتى في هذا التاريخ المبكر جداً – يبشر (بإعطاء الصلاحيات )،  فقد ظن أن شركة جنرال موتورز General Motors قادرة على ويجب – أن تخلق (مجتمع المصنع المسير ذاتيا ) حيث يساهم أعضاؤه في تحسين عملهم ويفتخرون بما يقومون به. لابد أن يعنى هذا الطرح تهميش دور خط التجميع،  وهو أمر انتقده درَكر Drucker على الصعيدين الاقتصادي والإنساني،  فهذا الخط يتحرك وفق خطوة أبطأ عامل،  وليس هناك من ينتج منتجاً كاملاً،  والوتيرة الواحدة بالعنى الحرفي من وجهة نظره – لم تكن لتصب في مصلحة العامل المنتج. وغنى عن القول إن هذا

الطرح لم يكن أرضاً خصبة في الشركة التي لم يكن درًكر Drucker يملك أي تأثير مهما كلن شأنه عليها.

 

إلاً أن أية شركة أخرى كبيرة كانت ستقوم بنفس التصرف،  فقد كان العصر عصر اقتصاديات الحجم. قام العمالقة من أمثال جنرال موتورز General Motors ببناء مصانع هائلة للاستفادة الكاملة من هذه الٌتصاديات. تعتمد الربحية على استخدام هذه الطواغيت الصناعية بأقصى طاقة ممكنة حتى تجعل العمليات مجرد واجبات متكررة تعتمد من خلال ذلك على الحد الدنى من المهارات الإنسانية المتغيرة ومقابل ما يشبه تناغم الآلات. لقد أدرك درَكر Drucker هذه الحقيقة الواضحة في الحياة الاقتصادية فقال ((… نحن نعرف اليوم – في الإنتاج الصناعي الحديث،  ولا سيما في الكبير منه – أن الوحدة الصغيرة ليست منخفضة الكفاءة فحسب بل إنها أيضاً لا تنتج أبداً.

ومن غير المدهش أن هذا جعل المؤلف يبدو مدافعاً عن الشركة الكبيرة،  رغم اعتقاده بأن (( الوحدة الصغيرة )) كانت في وضع أفضل بكثير لتوفير المركز الاقتصادي للعامل،  ولكن الضآلة لا يمكن أن تتماشى مع الإنتاجية فحسب بل مع الوضع البطولى الذي تمنى درَكر Drucker أن تظهر عليه الشركة أيضاً. ولسوء الحظ فلم تكن شركة جنرال موتورز General Motors ولا غيرها من العمالقة يريدون أن يحملوا نبراس قيادة الولايات

المتحدة إلى نظام صناعي جديد، ولا سيما إعطاءه النماذج الجديدة للقيادة التي كانت تدور في ذهن درَكر Drucker.

m2pack.biz