مدينة الألف وجه

فقره2
فقره2

2من اصل2

 

 

فطوال الطريق على جانبي القناة، تقف أبنية سكنية ملاحظ فيها الاهتمام بمساحة البدروم والنوافذ كبيرة لتسمح بأكبر قدر من الضوء للدخول داخل المنازل، تعكس هذه العمارة تأثير الأسلوب الجوتيك الأوروبي على عكس المباني في ميدان القديس بطرس التي تمثل المعمار البيزنطي، تستمر الجولة ليمر الجندول من تحت عدة جسور أشهرها هو جسر ريالتو الذي يعتبر رمزا للمدينة والذي تم تشييده على يد أنطونيو دا بونتيه في أواخر القرن السادس عشر، يطل الجسر على القنال الكبير أو الجراندهكانال التي تشق قلب المدينة وتصطف على ضفافها العديد من المباني والقصور

التاريخية المشيدة من الرخام والحجارة التي تم بناؤها ما بين القرنين الثالث عشر والثامن عشر والتي تطل بشرفاتها على القنال وكأنها هي من يتطلع لمشاهدة العابرين في القنال وليس العكس، واجهات مرسومة ومنحوتة بأشكال متنوعة تجبر المار على أن يظل رأسه معلقا للتأمل والاستمتاع بالأشكال والألوان خاصة أن كل الشرفات والنوافذ تحفها الورود والنباتات في تنسيق بديع، بعد قليل يمر الجندول من تحت ـحد المعالم الشهيرة للمدينة وهو جسر التنهدات والذي يني في القرن السابع عشر. يجبر المكان المبني من الحجارة الزائرين على التوقف للحظات وكأنهم يسمعون أصوات التنهدات والبكاء الذي كان يصدر من المسجونين عند عبورهم قديما الجسر من قصر العدالة إلى السجن، الجولة مستمرة في قنوات فينسيا الهادئة والجندول مازال يتهادى فوق المياه، عن يساره ويمينه حارات وأزقة صغيرة تضم الكثير من الحكايات ومغلقة على العديد من الأسرار. فهذه الأزقة هي المكان المفضل للعشاق حيث ينزوون لبث المشاعر وتبادل القبلات، كل منظر هنا قابل لنسج قصة من حولها، حتى لو مجرد منزل عتيق يقف أمامه قارب صغير ينتظر أحد السكان، ليصل لأهم محطة وهي ميدان سان مارك أو القديس بطرس الذي يعتبر مركز النشاط في المدينة، فيترجل الزائر في شارع ميرسيريا، قلب المدينة التجارية، ليتبضع من المحلات الراقية التي تعرض البضائع المصنوعة محليا مثل الدانتيلا والكريستال والأواني الزجاجية،

m2pack.biz