مدينة الألف وجه

فقره1
فقره1

1من اصل2

كلمات: هناء مكاوي، فوتوغرافيا: شريف تميم.

 

فينسيا عبارة عن لوحة فنية كبيرة عناصرها من البشر والحجر.

“ثمة مدينة وسط المياه تتألق بمجدها، مدينة يتجول البحر في طرقاتها الضيقة فتعلو الأمواج تارة وتنخفض تارة أخرى فيما الطحالب تتشبث بجدران قصورها الرخامية”، هكذا وصف الشاعر الإنجليزي “سامويل روجرز” Venezia بلغة أهلها أو البندقية كما أطلق عليها العرب.

يعتبرها البعض المدينة الأكثر رومانسية في العالم، فهي مدينة غير تقليدية، وزيارتها تعتبر مغامرة ساحرة وانتقالا عبر الزمان وليس فقط المكان، تتكون المدينة من عدة جزر متصلة ببعضها عن طريق قنوات مائية متعددة مما جعلها فريدة من نوعها على مستوى العالم وم أجمل المدن الإيطالية بل والأوروبية على الإطلاق، فآخر علاقة للزائر بالمركبات سوف تكون الحافلة التي ستقله من مطار ماركو بولو الذي يبعد عن المدينة بحوالي ثلاثة عشر كيلومترا، أما طوال مدة الزيارة فالانتقال سوف يكون في المياه عن طريق قوارب كلاسيكية مميزة تسمي الجندول Gandola. هذه هي القوارب السياحية التي تقوم بجولات حول المدينة يقودها بحارة يقومون بالتعريف بالمدينة ويروون القصص وراء المكان كما أنهم يعزفون الموسيقي ويغنون أيضا ومهما كان الصوت والأداء غير محترف فهو يبدو رائعا وسط هذا الجو الأسطوري وخاصة عندما يتجسد الصوت ويرسل صداه عند المرور في الممرات الضيقة فيبدو كأنه غناء أوبرالي محترف.

والجندول ليس الشكل الوحيد للقوارب هنا، بل هناك عدة أشكال وأحجام منها تجوب المياه في حركة دائمة، فهي الوسيلة الوحيدة للنقل والانتقال، ففينسيا تقع على مساحة أربعة كيلومترات من اليابسة مقسمة على شكل 118 جزيرة تمر خلالها أكثر من مائة وخمسين قناة وتربطها مئات من الجسور مبنية من الحجارة أو الخشب أو الحديد، مكونة منظرا فريدا من نوعه، يبدأ الحلم فورا مع بدء الجولة على متن الجندول الذي يتهاوى فوق شوارع فينسيا ويمر عبر المزارات التاريخية والأبنية المميزة للمدينة فالتراث المعماري والفني الغني لفينسيا يحتوى على أعمال تشهد على قرون عديدة وبعيدة من التاريخ،

m2pack.biz