معدات التداول والأنظمة متعددة التخصصات
1من اصل2
أنماط بازغة: التعليم متعدد التخصصات:
المراقبة للاتجاهات الحديثة في التعليم العالي يجد أن معظم الجامعات العالمية والحديثة تتوجه نحو أنظمة التعليم متعدد التخصصات Multidisciplinary Education كإحدى أهم الأدوات المعرفية والمهارات العلمية التي يتطلبها سوق العمل. وقد يبدو هذا التوجه غريبا متناقضا في عالم يتجه نحو تعميق التخصص في دقائق الأمور غير أن التجربة الواقعية أثبتت ضرورة تزويد المهندسين والعلماء بخبرات ومهارات تتعدى التقسيمات النمطية للتخصصات العلمية التقليدية.
وترجع أهم أسباب تلك الدعوة إلى تغلغل التكنولوجيات الجديدة ذات المركب المعرفي العميق إلى كل ما يحيط بنا من معدات وآلات وأجهزة وبالتالي فقد أصبح لزاما على الشركات المتنافسة في الأسواق أن تتمكن من استخدام التقنيات الحديثة لخدمة ميزاتها التنافسية.
مما لاشك فيه أن صناعة معدات التداول لم تستثنى من هذا التوجه الجديد حيث لم تعد التقسيمات التقليدية لدروب المعرفة وتخصصها كافية لمجابهة احتياجات الأسواق من معدات التداول وبالتالي يتعين على الشركات النشطة في هذا المجال الإلمام العميق بعدة أفرع تخصصية إذا ما أرادت البقاء في هذا السوق الديناميكي.
وقد يلاحظ القارئ أني تعمدت إطلاق لفظ “معدات التداول” على تلك النوعية من الآلات بدلا من التسمية الشائعة التي يطلق عليها لفظ “السيور الناقلة” وذلك دعما وتعميقا لهذا المبدأ والاتجاه.
والسطور التالية ستوضح المقصد ..
خصائص التعددية في أنظمة التداول:
المراقب للتطور التكنولوجي للمعدات والماكينات عامة ومعدات التداول خاصة سيلاحظ التحول التدريجي إلى أنظمة تتزاوج فيها الهندسة الميكانيكية بالهندسة الإلكترونية فيما يطلق عليه اليوم علم “الميكاترونيات” وهي كلمة مشتقة من لفظي الميكانيكا والإلكترونيات ومضمونها قيام المعدات الإلكترونية بمهام كانت تقوم بها معدات ميكانيكية قبل تغلغل الحساسات والمجسات والمحركات Actuators ذات التحكم الإلكتروني المدمج داخل المعدات لدرجة يصعب فيها فصل ما هو ميكانيكي وما يتم إلكترونيا. ولعل المثال التالي يوضح ما نعنيه في هذا المضمار.