معرض مشترك للرسامين محمد وحورية القماطي في تونس

معرض مشترك للرسامين محمد وحورية القماطي في تونس

معرض مشترك للرسامين محمد وحورية القماطي في تونس

الالوان والأمكنة ..علاقة وجدان وتواصل وحوار مفتوح..و اما المدينة فانها العنوان المفتوح على الدهشة والحنين والآه..
والفن … مساحة من مساحات القول الجمالي .. ذلك ان الحيز الممنوح للذات من عناصر وتفاصيل وأشياء يجعلها تتماهى بما توفر لديها من مفردة تشكيلية نحتا للقيمة وتأصيلا للكيان..والفن تعدد اتجاهات وتيارات ورؤى مختلفة…
ألوان من وحي الحوار الوجداني والانساني البليغ..أما المشاهد فانها خليط جمالي بين ما يعتمل في الذات من أفكار وهواجس ورؤى تنبع من أصل الفكرة ..والفكرة هنا هي هذا الحوار المأخوذ بالتواصل والود والفعل الكوني المشترك تجاه القيمة..انها قيمة الانسان في تجلياته الثقافية والفكرية والانسانية العميقة.
محمد القماطي فنان وكاتب بما في المعنى من ولع وشغف لكن الرحلة اخذته الى عوالم الالوان ومتاهاتها فراح يبحث عن وجد دفين في الدروب ..الالوان صارت حكايته الباذخة التي يستلهم من تفاصيلها اشجانه وهواجسه قولا بالفن كملاذ وحلم مفتوح على الطفولة العائدة..
حورية الفنانة وأستاذة الفن التشكيلي ورفيقة الرحلة المحفوفة بالامل والألم والدهشة والحنين رأت في الالوان ذاتها فراحت تبحث عنها حيث اللوحة عالمها الساحر والقماشة مرآتها المأخوذة بالصفاء النادر والرسم بالنهاية صار عالمها الفسيح والصافي كالنبع..
هكذا كان الموعد في هذه الحياة بين شؤونها الشتى وألوانها المفعمة بالحلم ولكن الفن أعطى اللون الآخر للرحلة ..محمد وحورية ..الزوجان..و الفنانان حيث كان الامر مناسبا وملائما للذهاب بعيدا الى الفكرة..الى حدائق اللون ..الى الابداع التشكيلي..
التجربة كانت مميزة وجديرة بالنظر ..أعمال متعددة نهلت من العلاقة الآسرة بالمدينة.. بل بالمدن عبر جغرافيا الحنين بأمكنة مختلفة في تونس من الشمال الى الجنوب ومن الشرق الى الغرب..
عنوان المعرض كان ‘المدينة’ وذلك ببهو دار الثقافة ابن رشيق وقد عبرت اللوحات سواء تلك التي أنجزتها السيدة حورية أو تلك التي تعود للسيد محمد عن الخصوصيات الفنية والجمالية للمعمار والعادات والتقاليد واللباس التقليدي لعدد من المدن والمناطق من الشمال الى الجنوب بالبلاد التونسية عبر التقنية المزدوجة كما كانت هناك أعمال من الخزف قريبة من التحف عبر الأشكال الجميلة ..
هذا المعرض المشترك هو الثالث ضمن تجربة الرسامين محمد وحورية القماطي وينتظر أن يتنقل هذا الابداع المشترك للعرض عبر عدد من الفضاءات بالولايات التونسية..
‘المدينة’ معرض فيه الكثير من الروح التونسية والمضامين ذات الخطاب الجمالي عالي الجودة في عمل فيه الكثير من الود والمحبة تجاه الذات والآخرين بعيدا عن ضجيج الأمكنة المفتعل..
‘المدينة ‘ المكان والمكانة والعبارة التشكيلية الباذخة تقصدا للفن النبيل وبحثا عن الذات الحالمة والمتأنقة في رحاب الألوان والسحر والحنين..و الفن بالنهاية خطاب وجد وكيان وحنين..

m2pack.biz