منطق الذاكرة: التشفري والتخزين والاسترجاع

منطق الذاكرة: التشفري والتخزين والاسترجاع

2 من أصل 3

فقرة 2
منطق الذاكرة: التشفري والتخزين والاسترجاع

ترتبط مشكلات التشفير غالباً بضعف الانتباه، في حني نشير إلى صعوبة التخزين في أحاديثنا اليومية بالنسيان. وبالنسبة إلى الاسترجاع، يوجد غالباً فارق مهم بين «الإتاحة» و«إمكانية الوصول». على سبيل المثال: أحياناً ما نعجز قليلاً عن تذكر اسم شخص، ولكننا نشعر وكأنه على طرف لساننا تماماً. قد نعرف الحرف الأول من الاسم، وعدد المقاطع اللفظية، ولكننا عاجزون عن إنتاج الكلمة نفسها. لا عجب في أن يُطلق على هذا اسم «ظاهرة طرف اللسان». فنحن نعرف أن المعلومات مخزنة لدينا في مكان ما، وقد تكون لدينا معرفة جزئية بها (وهذا يعني أن المعلومة – نظرياً – متاحة)، ولكن لا يمكن الوصول إليها حالياً. فالمرء يملك قدراً كبيراً من المعلومات المخزنة في ذاكرته، والتي من المحتمل أن تكون متاحة في أية لحظة، ولكن عادةً ما يُتاح جزء ضئيل فقط من المعلومات للوصول إليه في أي وقت.

يعتبر الفارق المنطقي بين التشفير والتخزين والاسترجاع محورياً عندما نتأمل عمل الذاكرة البشرية.

قد تفشل الذاكرة في عملها بسبب حدوث تعطل في مكون – أو أكثر – من هذه المكونات الثلاثة: («التشفير» و«التخزين» و«الاسترجاع»). في مثال ظاهرة طرف اللسان، فإن مكون الاسترجاع هو الذي فشل. وبذلك فجميع المكونات الثلاثة ضرورية للذاكرة الفعالة، ولكن لا يكفي أي مكون وحده؛ هذا هو المنطق الأساسي للذاكرة.

 

m2pack.biz