ناحيات العراق

موساكايوناني
موساكايوناني

 

«سيدات العراق الباكيات»، إكليريك على كانفاس، 254 × 203سم، أنتجت في نيويورك عام 2001.

قبلت دعوة السيدة ذات الرداء الأسود لاكتشاف عالم أحمد مرسي الحالم المتمرد، فصحبتني بين أعمال أنتجها خلال رحلته الطويلة التي بدأت منذ أواخر أربعينيات القرن العشرين وحتى اليوم، رسومات ولوحات سريالية، نماذج من تجاربه مع الطباعة، تصاميم مسرحية وكتب للفنون، ومساهمات في الشعر والنقد الفني. عطاء وزخم ضخم لفنان متعدد المواهب لم يطق حدود الواقعية قط، وإن لم ينفصل عن الواقع أبدًا.

شكل مرسي لغته السريالية من مفردات غلب عليها الرمز والتجريد والتجريب، ففي لوحاته يطفو جسدان رشيقان لرجل وامرأة بانطلاق متباعد حينًا واشتباك في عناق ينطق بالحنو والشغف أحيانًا أخرى، العيون دائمًا كبيرة بارزة، وملامح الإسكندرية حاضرة دائمًا في أسماك وبحر وطيور وسحب، وهناك ظهور متكرر للقطط ولفرس جميل يطل برأسه في دلال.. تلك المفردات لم يتحدد وجودها بشكل مرحلي في أعمال مرسي بل كان ظهورها متواصلًا خلال رحلته الطويلة، فحتى وإن اختفت أحيانًا كان لا ينفك يعود إليها بصياغة وسياق جديد خطه لنفسه. فالملاحظ أن تنوع إنتاجه في الأسلوب والمحتوى لم يمنع وجود خيط ناظم ورابط بينها، لذلك تصعب القراءة الأحادية لأعماله، وهو ما ينطبق أيضًا على مجالات إبداعه الأخرى كالشعر والأدب، حيث تتغلغل الروح السريالية في نتاجه الإبداعي بمختلف وسائطه، ومن تلك الحقيقة برزت فكرة المعرض “خيالات حوارية” حيث تلتقي منصاته المختلفة للتعبير في حوار متصل، فلا يمكن فصل أحمد مرسي الفنان عن مرسي الشاعر أو الناقد الفني.

احتل معرض أحمد مرسي مساحة الطابق الأول

 

m2pack.biz