هل يفرط جميع السمان في تناول الطعام3من اصل10

هل يفرط جميع السمان في تناول الطعام3من اصل10

هل يفرط جميع السمان في تناول الطعام4من اصل10
هل يفرط جميع السمان في تناول الطعام4من اصل10

 

إذ توصلت إليها شخصية قبل سنوات من خلال درس توضيحي قدمه لي ابني روبرت. فقد كان حتى الثانية عشرة من عمره طفلا سمينة جدا، لنقل مترهلا. ما زلت أذكر تماما أن منظره كان محزنة، لا سيما في الإجازة على شاطئ البحر: فهذا الشخص الصغير ذو التكورات الشحمية فوق لباس السباحة هو ابني أنا. كان لا بد أن نفعل شيئا. ولكن ماذا؟

فإذا بابني ذي الإثنتي عشرة سنة آنذاك يفعل شيئا من نفسه، بين ليلة وضحاها توقف عن تناول اللحوم. وقد أصبنا، أنا وزوجتي، بالذعر والقلق الشديد، وأخذنا دون تفكير نردد شعار علماء التغذية على مسامعه قائلين: يا بني، لا بد من أكل اللحم، فمن دون البروتينات الحيوانية لن تستطيع أن تعيش ! لكن ابننا لم يستمع إلى ثرثرتنا، بل إلى جسمه فحسب. والمفاجأة: بعد مرور سنة صار نحيفا، وبقي كذلك حتى اليوم، وهو طبعا صحيح البنية.

لقد دعاني الانقلاب الغذائي الجذري لروبرت آنذاك إلى دراسة موضوع البروتين بعمق. إن نقص البروتين، حسبما سمعت من جميع الاختصاصيين تقريبا، يشكل خطرا على الحياة، رغم أنهم لم يذكروا لي حادثة واحدة أدى فيها نقص البروتين إلى الموت. وأفضل البروتينات، حسبما شرح لي الخبراء هو الحيواني، لأنه يشبه بروتين الجسم البشري أكثر من البروتين النباتي. لكننا نعرف اليوم مدى العبث أن نعتقد بأن تناولنا للحوم ينتج البروتين. فما الذي يأكله البقر كي يتشكل البروتين في جسمه؟ البروتين؟ طبعا لا، وإنما الحشائش والجزر واللفت والحبوب. وهذا الغذاء النباتي يتم هضمه أولا، ويتجزأ إلى مكونات الأحماض الأمينية، والتي يبني منها الجسم من ثم البروتينات التي يحتاجها. وهناك 23 نوعا من الأحماض الأمينية، يمكن للجسم البشري أن ينتج 15 نوعا منها، وما تبقى يجب أن يستمده الجسم عن طريق الغذاء. وهذه الأحماض الثمانية الأساسية موجودة بوفرة في الفواكه والخضار والمكسرات والبذور والنباتات الصغيرة. إن جميع المواد الغذائية الضرورية لحياتنا متوفرة في مملكة النبات.

m2pack.biz