تصاعد الحرب الإعلامية بين أردوغان وزعيم المعارضة مع اتهام الأخير بـ«التواطؤ مع الانقلابيين»

تصاعد الحرب الإعلامية بين أردوغان وزعيم المعارضة مع اتهام الأخير ب«التواطؤ مع الانقلابيين»

تصاعد الحرب الإعلامية بين أردوغان وزعيم المعارضة مع اتهام الأخير ب«التواطؤ مع الانقلابيين»

إسطنبول «القدس العربي»: مع انطلاق العد التنازل لبدء تصويت الأتراك في الاستفتاء التاريخي حول التعديلات الدستورية وتحول نظام الحكم إلى «رئاسي»، دخلت الحرب الإعلامية بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وزعيم المعارضة كمال كلتشدار أوغلو «مرحلة خطيرة»، في محاولة لكسب الأصوات وحسم نتيجة الاستفتاء.
ويسعى المؤيدون والمعارضون للتعديلات الدستورية من خلال إبراز جميع أوراقهم في الأيام الأخيرة إلى تعزيز فرصهم بالفوز وكسب أصوات شريحة تشكل أكثر من 10٪ من أصل 55 مليون ناخب تركي ما يزالون مترددين ويُعتقد أن أصواتهم ستتمكن بالدرجة الأولى من ترجيح كفة أحد الطرفين التي تشير استطلاعات الرأي حتى الآن إلى أن نسبهم ما زالت متقاربة جداً.
وفي أخطر اتهام منذ أشهر، ألمح أردوغان بقوة إلى أن كلتشدار أوغلو كان «متواطئاً مع قيادة محاولة الانقلاب» الذي جرى منتصف تموز/ يوليو الماضي، وانه جرىت اتصالات هاتفية وعمليات تنسيق بين مساعدي زعيم المعارضة والانقلابيين أتاحت له الخروج بأريحية من مطار أتاتورك الدولي في اسطنبول ليلة محاولة الانقلاب.
ولم يسبق أن جرت أي اتهامات لحزب الشعب الجمهوري أكبر أحزاب المعارضة بالمشاركة أو المساعدة أو التوطؤ مع المشاركين في محاولة الانقلاب، وعلى العكس من ذلك أبدى الحزب معارضة قوية للانقلابيين وقدم أردوغان شكره أكثر من مرة لزعيم الحزب على مواقفه الداعمة للحكومة ودعاه للمشاركة في تجمع «يني كابي» الملوني الذي جرى عقب محاولة الانقلاب.
دخول «محاولة الانقلاب» في دائرة الاتهامات المتبادلة قبيل الاستفتاء، بدأ قبل أيام مع تصريحات لكلتشدار أوغلو قال فيها إن لدى حزبه دلائل وقرائن تثبت أن محاولة الانقلاب كانت «تحت السيطرة» وأن الحكومة التركية والرئيس أردوغان كان لديهم معلومات مسبقة عنها، ولكنهم فضلوا استثمارها لتحقيق أهدافهم، واعتبر أن الحكومة استغلت محاولة الانقلاب لإلغاء النظام البرلماني والانتقال للنظام الرئاسي.
وعقب ذلك شن أردوغان سلسلة ردود على زعيم المعارضة متهماً إياه بإهانة «شهداء محاولة الانقلاب»، وبالهروب من أمام الدبابات في مطار أتاتورك ليلة محاولة الانقلاب، بينما تبث منذ أيام وسائل الإعلام الموالية لأردوغان مقاطع فيديو قديمة لزعيم المعارضة وهو يعد بمواجهة الدبابات في حال حصول محاولة الانقلاب ومشاهد لخروجه من مطار اتاتورك.
ولاحقاً، سربت الجهات الرسمية مقاطع جديدة لوسائل الإعلام الموالية تظهر جميع تحركات كلتشدار أوغلو في مطار أتاتورك ليلة الانقلاب، وما أطلقت عليه اسم «الهروب تحت السيطرة» الذي قام به كليتشدار أوغلو على حد تعبيرها، وذلك رداً على استخدامه مصطلح «انقلاب تحت السيطرة» في السابق.
وحسب التسجيلات المنشورة، فإن كليتشدار أوغلو وصل المطار ليلة محاولة الانقلاب ودخل قاعة الانتظار الخاصة بكبار الزوار وخلال دقائق تمكن من إجراء اتصالات مع ضباط انقلابيين أمروا بتحريك دبابتين كانتا تغلقان الطريق من القاعة لخارج المطار على الرغم من وجود قرار من قبل الانقلابيين بإغلاق الطريق واعتقال جميع الشخصيات السياسية التي تمر منه. وفي لقاء إذاعي، مساء الاثنين، قال أردوغان إنه لو كان يعلم ب«صلة كلتشدار أوغلو بالانقلابيين ليلة محاولة الانقلاب الفاشلة، لما دعاه إلى تجمع الديمقراطية» الذي عُقد في ميدان «يني كابي»، معتبراً انه «سُمح لكلتشدار أوغلو بالمرور بين الدبابتين، وبالتالي مغادرة المطار، بعد زحمة الاتصالات التي أجرتها عناصر المرافقة الخاصة به، في الوقت الذي لم يُسمح فيه لأحد بالمرور»، مضيفاً: «تواصل مع الانقلابيين، وسمحوا له بالمرور وكأن لسان حال الانقلابيين يقول: أنت وحدك الذي تستطيع المرور».
وعادةً، ما تلجأ الأحزاب السياسية التركية إلى الاحتفاظ بتسجيلات صوتية ومقاطع فيديو «حساسة» وتنشرها لأول مرة قبيل ساعات من الانتخابات في محاولة لتغيير النتيجة المتوقعه، حيث يتوقع أن تشهد الأيام المقبلة مزيد من التصاعد في المعركة الإعلامية بين المؤيدين والمعارضين لتعزيز حظوظهم في استفتاء الأحد المقبل.
وحسب الإحصاءات الرسمية، أدلى مليون و326 ألف و70 مواطنًا تركيًا، في 57 بلدًا، بأصواتهم في الاستفتاء الشعبي المتعلق بالتعديلات الدستورية، من أصل مليونين و927 ألف ناخب، يحق لهم الإدلاء بأصواتهم خارج البلاد، حيث انتهت عملية التصويت وتجري عملية نقل الأوراق إلى داخل البلاد.
وهذه النسبة تعتبر الأعلى قياسا على آخر انتخابات جرت في السنوات الأخيرة، حيث يتوقع أن تصل نسبة التصويت في الاستفتاء المقبل داخل البلاد إلى ما أكثر من 85٪ ممن يحث لهم الانتخاب، وذلك بسبب الاحتقان السياسي والتحشيد الذي يقوم به المؤيدون والمعارضون.
في سياق متصل، خصصت السلطات التركية، مئات الألاف من عناصر الأمن، لضمان سلامة عملية التصويت. وأعلن وزير الداخلية سليمان صويلو، اتخاذ كافة الإجراءات الضرورية، «لتوجه المواطنين بأمان وطمأنينة لصناديق الاقتراع»، وكشف عن تكليف 251 ألف و788 عنصرا من الشرطة، و128 ألف و455 من الدرك، للمشاركة في إستتباب الأمن، خلال يوم الاستفتاء.
Share on Facebook

m2pack.biz