لا مؤشرات على إعادة إعمار الموصل قريباً

لا مؤشرات على إعادة إعمار الموصل قريباً

لا مؤشرات على إعادة إعمار الموصل قريباً

الموصل «القدس العربي»: الركام والدمار لا يزالان ينتشران في الموصل، لاسيما الجانب الأيمن منها بعد استعادتها من قبل القوات العراقية منذ عدة أشهر. وعلى الرغم من الوعود التي أطلقتها الحكومة العراقية بإعادة إعمار المدينة، لكن لم يتم إنجاز أي عمل على أرض الواقع أو تعويض المتضررين من المدنيين جراء الحرب.
سكان الموصل، يشتكون من سوء الخدمات والتلكؤ برفع الأنقاض وفتح شوارع المدينة، إضافة إلى انعدام الخدمات وأهمها الماء والكهرباء.
المواطن عبد الجبار، قال ل«القدس العربي»: «لم نتلق سوى الوعود من الحكومة التي زعمت أنها ستقوم بإعادة إعمار المدينة وتعويض ما خسرنا من ممتلكات جراء العمليات العسكرية».
وبين أن «أغلب سكان الجانب الأيمن لا ينوون الرجوع إلى منازلهم حيث لا وجود للخدمات وأهمها الماء والكهرباء، إضافة إلى وجود الكثير من المخلفات الحربية المنتشرة في مختلف مناطق المدينة ما يشكل خطراً على حياتنا». ودعا، الحكومة إلى «تكريس جهدها واهتمامها في المدينة وإعادة إعمارها وإعادة سكانها النازحين من أجل عودة الاستقرار فيها».
أبو كرم، قال ل«القدس العربي»: «لقد تم تدمير منزلي بالكامل في الجانب الأيمن وأنا الآن أعيش في الجانب الأيسر، حالي كحال آلاف المواطنين وليست لدي الإمكانية المادية لأعيد إعمار منزلي».
وحسب المصدر «سكان الجانب الأيمن يعيشون معاناة كبيرة، فمن قرر الانتقال إلى الأيسر سيعاني من دفع إيجارات السكن والبحث عن عمل، ومن قرر البقاء فهو أشبه مايكون بعزلة عن العالم حيث لاوجود لمقومات الحياة»
النسبة القليلة من السكان قد عادوا خصوصاً الذين لم تتعرض منازلهم للضرر ولم تحدث في مناطقهم عمليات عسكرية قوية على عكس ماجرى في الأحياء والمناطق الأخرى، طبقاً لأبو كرم.
أما المواطن صلاح حميد، فأعتبر في حديث ل«القدس العربي» أنه « كان يجب على الحكومة أن ترسم خطة وبرنامج بالاستعانة من مختصين بإعادة إعمار المدينة ووضع جدول زمني لذلك».
وأشار إلى أن «الخدمات المعدومة هناك لا تشجع أحد على العودة إلى الجانب الأيمن، إضافة إلى وجود الكثير من الجثث تحت الأنقاض حتى الآن ولم يتم إخراجها».
وأضاف أن «أغلب الطرق لاتزال مسدودة ولم يتم فتحها، وأن المدينة معرضة للفيضانات مع اقتراب فصل الشتاء وهطول الأمطار بسبب تكسر وانسداد مجاري وأنابيب الصرف الصحي فيها».
ووفق حميد «الكثير من المهندسين قد حذروا من ذلك، وأن الجانب الأيمن مقبل على طوفان قد يتعرض له بسبب الأمطار ولم يتم فتح تلك المجاري لغرض تصريف المياه». وحسب بيان لبعثة الأمم المتحدة في العراق «يونامي»، فإن «حجم الدمار غربي الموصل هو الأسوأ في العراق، فقد تضرّرت 38 منطقة، بينها 15 مدمّرة تقريباً».
وأضاف «هناك حالياً أكثر من 300 مشروع قيد التنفيذ لإعادة الاستقرار إلى الموصل، بينها نحو 70 مشروعاً غربي الموصل، لكن ذلك ليس سوى البداية، فهناك كمّ هائل من العمل الذي يحتاج إلى إنجاز سريعاً».
الاحصائيات الصادرة من الحكومة المحلية في نينوى لنسبة الدمار في الموصل، تشير إلى تدمير 63 دار عبادة بين مسجد وكنيسة غالبيتها تاريخية، إضافة إلى تدمير 212 معملا وورشة و29 فندقاً وتدمير معامل الكبريت والغزل والنسيج ومعامل أخرى.
وتبعاً للاحصائية، نسبة التدمير في المؤسسات الحيوية بلغت 80 في المئة، حيث شملت تدمير 9 مستشفيات من أصل 10، و 76 مركزا صحيا من أصل 98، وتدمير 6 جسور من أصل 6، إضافة إلى تدمير 308 مدرسة و12 معهداً وكلية وتدمير نحو 11 ألف منزل، كما تم تدمير 4 محطات كهرباء و6 محطات للمياه ومعمل أدوية.

m2pack.biz