تقضي علي كل مشاركه وجدانية للأخرين، وصرفه معاونتهم عن الإنشغال بشقائه الشخصي فإن تصرفه هذا يصدر
عن شعور بالواجب وكذلك يأتي تأمين الإنسان لسعادته من قبيل الواجب بطريق غير مباشر ( دلك لأن عدم رضا
المرء عن حاله وتزاحم الهموم العديدة عليه ومعيشته وسط حاجات لم يتم اشباعها قد تكون اغراء قويا له علي أن
يدوس علي واجباته ) ولكن لابد من ان تكون قاعده تحقيق السعاده مصحوبه بأضرار تلحق الميول – ويصدر
التصرف ٱذن لا عن ميل بل عن احساس بالواجب
ومن هذا يتضح أن السمات الرئيسيه للواجب تتحدد وفقا للقواعد الثلاث الآتيه:
أولها – انه تشريع كلي وقاعده شامله.
وتكمن قيمه الواجب في صميم الواجب نفسه بصرف النظر عن أيه منفعه أو فائدة أو كسب مادي . وعلي هذا فان
الانسان هو الكائن الوحيد الذي يفعل مع معرفته بأن ( قيمه الفضيله إنما تزيد كلما كلفتنا . الكثير ، دون أن تعود
علينا بأي كسب )
الثانيه – إن الواجب منزه عن كل غرض ، فلا يطلب لتحقيق اامنفعه أو بلوغ السعاده وإنما ينبغي أن يطلب لذاته، أي
ينبغي أن نؤدي واجبنا ( فليست الاخلاق هي المذهب الذي يعلمنا كيف نكون سعداء بل هي المذهب الذي يعلمنا كيف
نكون جديرين بالسعادة )