فوتوغرفيا: شريف تميم.
2من اصل3
مقر السفارة المصرية يقع في جزء من فيلا “آدا” المترامية الأطراف، وتبلغ مساحته حوالي 35 ألف متر مربع، حيث يتكون المبني من طابقين ويتميز بالأسقف المرتفعة الشاهقة والاهتمام الدقيق بالتفاصيل المعمارية التي تنتمي للطراز الكلاسيكي. فقد كان مقر إقامة ملك إيطاليا “فيتوريو إيمانويل” الثالث الذي قام بتجديده وتزيين جدرانه ليحمل بصماته والتي شكلت شخصيته الفريدة ولا تزال واضحة حتى الآن، كاللوحات الزيتية الضخمة لعائلته آل “سافويا” كما كان العرف سائدا في ذلك الوقت، وهناك التذكارات التي قد جمعها من رحلات الصيد الموسعة حيث كان صائدا ماهرا، وهو ما تشهد عليه الحوائط المحيطة بمنطقة السلم الرئيسي التي تضم مجموعة ضخمة من رءوس الغزلان والفيلة وغيرها من الحيوانات المحنطة على الطريقة القديمة في مشهد يندر تكراره، بالإضافة للرمز الملكي المميز الذي تتزين به جميع الملامح المعمارية للمكان كالمشغولات الحديدية الدقيقة في المدافئ والنوافذ.
المدخل الأنيق ينفتح على بهو واسع ذي سقف مرتفع، يحتوي على بيانو قديم وبعض قطع الأثاث القيمة وزينت جدرانه بالبانوهات واللوحات الزيتية والمرايا، المكان ثري بالتفاصيل الفنية المبهرة، ولن تغفل العين ملاحظة النسور المذهبة والمنحوتة لتبدو وكأنها على وشك الطيران والتي تطل على مساحة البهو في الأركان.
منطقة الاستقبال الرئيسية تنقسم لعدة صالونات كلاسيكية الطراز، تم تنسيقها في جلسات وأركان متنوعة، ويضم الطابق الأول أكثر من غرفة مكتب وغرفة نوم للضيوف وحماما رئيسيا يحتفظ بهيئته الكلاسيكية القديمة، وهناك قاعة ضخمة مخصصة كغرفة سفرة كانت تجتمع بها الأسرة وشهدت العديد من الحفلات الملكية ويقام بها الآن جميع المآدب الدبلوماسية الرسمية للسفارة، وتربط بين مساحات المكان المختلفة ممرات بيضاوية طولية تتميز بأرضياتها المرسومة بالفسيفساء في تكوينات دقيقة وتضم مجموعة من الفاترينات تحوى مقتنيات نادرة وهو ما توضحه حرم السفير السيدة عبير حلمي بقولها “أجمل مقتنيات فيللا “آدا” القيمة تعود للحقبة الملكية حيث تم الاحتفاظ بمجموعة واسعة من أدوات المائدة والتحف وأطقم مورانو اليدوية المذهبة وأوان فضية محفور عليها الرمز الملكي الشهير”.