1من اصل2
هناء مكاوي: تصوير: مونتسي جاريجا
اختار عائلة جيسكلارد، أن تحيا حياة عصرية في منزل قديم لم يغادر القرن الثامن عشر كما جعلوه معرضًا يستطيع زواره شراء ما يحلو لهم منه في تجربة فريدة.
“عندما تملكت الأسرة هذا المنزل الريفي العتيق. تمسكت بالحفاظ على هويته الأثرية التي كانت السبب الرئيسي لتقع في هواه”
لم يتطلب الأمر كثيرًا من الوقت ليتخذ الزوجان جيسكلارد، قرارهما بشراء المنزل الذي يعود تاريخ بنائه للقرون الوسطى في قلب مدينة سيزان الفرنسية. مائة كيلو متر فقط هي ما يفصل باريس عن سيزان، لكن عبور هذه المسافة لا ينقلك من مدينة لأخرى فحسب، بل يشبه الانتقال عبر الآلة للزمن تعود إلى عصر ماض، فالمدينة كلها تتميز بطابع معماري ريفي عتيق، ويقع المنزل في قلبها وقد توقف كل ما فيه منذ تاريخ بنائه منذ قرون. اعتبر باسكال وأوليفييه جيسكلارد، امتلاكهما لهذا المنزل بمثابة مغامرة جديدة لهما أكملا بها مغامراتهما السابقة التي طافا فيها دول العالم للبحث عن اكتشافات جديدة في كل ركن فيه، وساعدهما في ذلك عملهما كمضيفين جويين، فاكتشفا أولًا أوروبا جغرافيًا ثم بدآ يكتشفان الثقافة والتراث، وبما أن كل اكتشاف جديد يمثل لهما إثارة ومتعة كبيرة، فقد تملكا هذا المنزل الريفي العتيق وتمسكا بالحفاظ على هويته الأثرية التي كانت السبب الرئيسي ليقعا في هواه؛ ولأنهما يقدران جيدًا قيمة التراث وكل ما هو قديم فقد جددا المنزل تدريجيًا وببطء، دون المساس بحالته الأصلية فجعلا كل شيء يبدون بحالته الطبيعية وكأنه لم يمس سواء الجدران أو الأرضيات أو الأبواب والنوافذ الضخمة وحتى الحديقة، حتى إن صوت حفيف ثوب الماركيزة “دو بو هارنيه” أخت جوزيفين قبل زواجها من نابليون بونابرت، المالكة الأصلية للمنزل، يكاد يسمع في طرقات المنزل أو ضحكات ضيوفها وهمهماتهم، تشارك سكان المنزل وضيوفهم اجتماعاتهم وأحاديثهم. يتميز المنزل بغرفة الواسعة ذات الأسقف المرتفعة والجدران التي قلما تخلو من الزخرفة وأرضيات خشبية بأشكال مختلفة ومتنوعة.