مقبرتان جماعيتان لضحايا تنظيم «الدولة» شرق الرمادي
الموصل الرمادي : وكالات: عثرت «قيادة عمليات الأنبار» بالجيش العراقي، أمس الخميس، على مقبرتين تضم رفاة لمدنيين وعسكريين أعدمهم تنظيم «الدولة الإسلامية»، غرب مدينة الرمادي عاصمة محافظة الأنبار
وأوضح العقيد وليد الدليمي، أن «قوة من الجيش بالفرقة الأولى عثرت على مقبرتين جماعيتين في مدينة الرطبة الواقعة على بعد 310 كم غرب الرمادي»
وأضاف أن «المقبرة الأولى عثر عليها في الطمر الصحي (مكب النفايات) في منطقة الحي العسكري وسط الرطبة، بينما تقع المقبرة الثانية في المحيط الجنوبي للمدينة».
وتابع «المقبرتان لم يتم فتحهما حتى الآن وبانتظار فريق من حقوق الانسان والطب العدلي لفتحهما بمعرفته».
وذكر أن «المعلومات الأولية تشير إلى أن المقبرتين تضمان رفات أكثر من 25 شخصا، غالبيتهم من أفراد الجيش والشرطة أعدمهم داعش رميا بالرصاص لمعارضتهم له، عندما سيطر على الرطبة منتصف عام 2014».
وسيطر تنظيم «الدولة» على الرطبة بعد منتصف 2014، واستعادتها القوات العراقية مطلع 2016.
في الموازاة، قال أسامة النجيفي نائب الرئيس العراقي، إن المناطق المحررة في مدينة الموصل (شمال)، شهدت أعمال «سرقة وحرق واختطاف» عقب خروج قوات «حرس نينوى» من المدينة.
وأضاف خلال لقاء مع سفير الولايات المتحدة لدى العراق، دوغلاس سليمان، أن «الوضع الأمني (في الموصل) بعد خروج مقاتلي حرس نينوى، شهد حوادث وعمليات سرقة وحرق واختطاف (لم يذكر مصدرها)، ما يدعو إلى التدخل العاجل لعدم فسح المجال لخلايا التنظيم من استغلال الوضع»، دون تفاصيل عن تلك الخلايا.
وتابع: «لا بد من التمسك بالاتفاقيات التي سبقت عمليات التحرير، وخاصة توزيع الواجبات وتحديد القوات وطبيعة حركتها، وعدم الخروج عنها، لأن ذلك ينال من الثقة في ثبات الموقف، ويمنح البعد السياسي تأثيرا كبيرا في صياغة مواقف جديدة، ولابد من إبعاد الأجندات الأجنبية من التأثير على معركة تحرير الموصل».
ولم يوضح النجيفي مزيدا من التفاصيل عن تلك الاتفاقيات، غير أن استبعاد «حرس نينوى» من شرقي الموصل الذي تحرر قبل نحو أسبوعين، جاء بعد يوم واحد من الإعلان أن الحرس سيشارك في حفظ الأمن بتلك المناطق. ويرأس أسامة النجيفي كتلة «متحدون» المنضوية في كتلة اتحاد القوى السنية، التي تعد أكبر ائتلاف للسنة في البرلمان، ولها 53 مقعدا من أصل 328.
وأكد الملازم أول في الجيش نايف الزبيدي، وقوع حالات سرقة للمؤسسات الحكومية في الجانب الشرقي للموصل.
وأضاف أن «عدداً من الأبنية الحكومية تعرض للسرقة، وكذلك منازل مدنيين وخاصة المتهمين بالانتماء لتنظيم الدولة»، مؤكداً أن «الأمن شددت إجراءاته مؤخرا لمنع تلك الحالات».
ورغم هذه التصريحات، قال وزير الهجرة والمهجرين العراقي، محمد الجاف، إن 60 ألف نازح عادوا إلى الأحياء المحررة من مدينة الموصل والمناطق المحيطة بها، بعد أن استعادتها القوات الحكومية.
وأضاف إن النازحين العائدين كانوا متواجدين في المخيمات، وعادوا إلى «مناطق سكناهم الأصلية في قرى سهل نينوى ومناطق القوسيات وكوكجلي، وأحياء الجانب الشرقي من الموصل، فضلا عن ناحية القيارة جنوب الموصل».
وبدأت فرق وزارة الهجرة والمهجرين، يناير/كانون ثاني الماضي، في إعادة النازحين إلى مناطقهم المحررة في الجانب الشرقي من الموصل، مركز محافظة نينوى، بشكل منظم يشمل نحو ثلاثة آلاف نازح يوميا.
ونزح أكثر من 191 ألفا من سكان أحياء الجانب الشرقي من الموصل، بالتزامن مع اقتحام القوات الحكومية لمناطقهم، والذي بدأ في 17 أكتوبر/ تشرين أول الماضي، بإسناد جوي من التحالف الدولي، بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية.
وقال إياد رافد، عضو في جمعية الهلال الأحمر العراقية (حكومية) إن «فرق الهلال الأحمر العراقي وفرق الإغاثة المحلية والدولية تتولى الآن تقديم المساعدات الإغاثية للعائدين في الجانب الشرقي للموصل».
وأوضح أن «موادا إغاثية متنوعة تصل يوميا إلى العوائل المتواجدة في الأحياء المحررة من الموصل لإغاثة المدنيين، لكن تبقى المشكلة الكبرى في تلك الأحياء هي نقص المياه الصالحة للشرب وانقطاع التيار الكهربائي».
وأضاف أن «فرقا تابعة لوزارة النفط تتولى توزيع المشتقات النفطية على الأهالي لاستخدامها في التدفئة والطهي، تعويضا عن انقطاع التيار الكهربائي».
وتهدف عملية إعادة النازحين إلى مناطقهم في جانب منها إلى توفير أماكن في المخيمات، حيث تتوقع الحكومة نزوح قرابة 250 ألف آخرين من الموصل، ذات الأغلبية العربية السنية، عندما تشن القوات العراقية عملية عسكرية (مرتقبة) لاستعادة الجانب الغربي من المدينة.