الجزائر . أحزاب ومترشحون غير قادرين على القيام بالحملة الانتخابية!

الجزائر… أحزاب ومترشحون غير قادرين على القيام بالحملة الانتخابية!

الجزائر... أحزاب ومترشحون غير قادرين على القيام بالحملة الانتخابية!

الجزائر: أحزاب ومترشحون غير قادرين على القيام بالحملة الانتخابية!
الجزائر – «القدس العربي»: قال عبد الوهاب دربال رئيس الهيئة العليا المستقلة لمراقبة الانتخابات في الجزائر إن الأحزاب والمترشحين لم يستغلوا 50 بالمائة من الفضاءات المخصصة للملصقات الانتخابية ولم يستغلوا أيضا الوقت المخصص لهم في القنوات الإذاعية والتلفزيونية التابعة للقطاع العام من أجل بث تدخلاتهم لإقناع المواطنين على المشاركة في الانتخابات، وعلى منحهم أصواتهم يوم الاقتراع، مشيرا إلى أنه لم يفهم هذا الامر.
وأضاف دربال في تصريحات صحافية أن الحملة الانتخابية التي انقضى النصف الأول منها كانت ضعيفة، موضحا أن الأحزاب والمترشحين لم يستغلوا بشكل كاف كل الفضاءات التي وضعت تحت تصرفهم من قبل السلطات من أجل وضع ملصقاتهم الانتخابية، وهو ما استغربه رئيس الهيئة المستقلة لمراقبة الانتخابات، الذي كان يتوقع من الأحزاب والمترشحين حضورا أكبر خلال الحملة الانتخابية لإقناع المواطنين بالمشاركة في الانتخابات، بالنظر إلى هاجس المقاطعة الذي يخيم على هذه الانتخابات، والذي يقض مضاجع الكثيرين، سواء تعلق الأمر بهيئة مراقبة الانتخابات أو الحكومة أو الأحزاب المشاركة، فالجميع يبحث عن نسبة مشاركة معقولة تعطي شرعية مقبولة للبرلمان المقبل.
ويعود عدم استغلال الفضاءات المخصصة للملصقات الانتخابية لعدة أسباب، منها اعتقاد بعض الأحزاب أن الإكثار من الملصقات لا يقدم ولا يؤخر في سير العملية الانتخابية، ورغبتها في تفادي صرف مبالغ طائلة في الملصقات، خاصة وأن الكثير منها يتعرض إلى التمزيق إما من طرف منافسين أو من طرف مواطنين يرون أن تلك هي الطريقة للتعبير عن رفض العملية الانتخابية، وعدم الثقة في جدواها. أما بالنسبة للتسجيلات الخاصة بالقنوات الإذاعية والتلفزيونية التي تمنح للأحزاب والمترشحين مجانا على أساس حجم كل حزب، فقد يعود لسببين الأول هو انتشار مواقع التواصل الاجتماعي، مع ثورة الاتصالات التي عرفتها الجزائر على غرار الكثير من الدول، وإن كانت متأخرة نوعا ما، لكن دخول تقنيات حديثة مثل الانترنت سريع التدفق والجيلين الثالث والرابع للهاتف المحمول، اللذين أضحيا يوفران خدمة الانترنت في كل مكان غيرا الكثير من المفاهيم، بالإضافة إلى الفضائيات الخاصة التي أصبحت أكثر انتشارا ومشاهدة من قنوات التلفزيون الحكومي، فالكثير من الأحزاب تفضل المرور في برنامج تلفزيوني على قناة خاصة، على الذهاب لتسجيل خطاب من بضعة دقائق يبث في القنوات والإذاعات الحكومية بطريقة تذكر بسنوات الحزب الواحد والتلفزيون الواحد.
ولعل الأهمية التي أخذتها القنوات الخاصة، هي التي جعلت وزارة الإعلام تتفطن مبكرا للمكانة التي أخذتها هذه الأخيرة، الأمر الذي جعلها ( الوزارة) تصدر ميثاقا خاصة بالتغطية الإعلامية للانتخابات البرلمانية المقبلة من طرف القنوات الخاصة، والذي وضعت فيه مجموعة محظورات، أثارت الكثير من الجدل، خاصة وأن الوزارة طالبت من القنوات الخاصة الامتناع عن استضافة المعارضين الذين قرروا مقاطعة الانتخابات البرلمانية، وهو الأمر الذي اعتبره الكثير من الصحافيين تضييقا على الممارسة الإعلامية، واعتبره معارضون أنه تقييد لحرياتهم المنصوص عليها في الدستور.

m2pack.biz