بين الجاهلية والاسلام3من اصل9

بين الجاهلية والاسلام3من اصل9

بين الجاهلية والاسلام3من اصل9
بين الجاهلية والاسلام3من اصل9

فمن أحدثها قبل الدعوة الإسلامية أن حرب بن أمية وعبد المطلب بن هاشم تنافرا إلى حكم من بني عدي القرشيين هو نفيل جد الفاروق، فقال نفيل لحرب: “أتنافر رجلًا هو أطول منك قامة، وأعظم منك هامة، وأوسم منك وسامة، وأقل منك لامة، وأكثر منك ولدًا، وأجزل منك صفدًا، وأطول منك مذودًا:

أبوك معاهر وأبوه عف              وذاد الفيل عن بلد حرام

يشير إلى تعرض أمية للنساء، ومنهن امرأة من بني زهرة راودها فتصدى له بعض قومها وأوشكت أن تكون من جراء هذا الخلاف فتنة بين قبائل قريش.

وأقدم من هذه المنافرة منافرة أخرى بين هاشم وأمية تكلف فيها أمية أن يصنع صنيع هاشم، وكان هاشم- واسمه عمرو- قد غلب عليه لقب هاشم لأنه تكفل بإطعام المعوزين من أهل مكة وجيرتها عام المجاعة، فكان يهشم الثريد لهم وينحر الابل ويتعهد الفقراء، وفيه يقول شاعرهم:

عمرو الذي هشم الثريد لقومه         ورجال مكة مسنتون عجاف

فأراد أمية أن ينافسه في الشرف ومحبة الناس إياه فعجز عن هذه المنزلة، فدعاه إلى المنافرة كعادتهم، واحتكما إلى كاهن خزاعة بعسفان على خمسين ناقة تنحر بمكة وجلاء عشر سنين من جوار الحرم، فقال الكاهن سجعًا على أسلوب الكهان والمحكمين جميعًا يومئذ:”والقمر الباهر، والكوكب الزاهر، والغمام الماطر، وما بالجو من طائر، وما اهتدى بعلم مسافر، من منجد وغائر، لقد سبق هاشم إلى المآثر، أول منه وآخر، وأبو همهمة بذلك خابر”.

وأبو همهمة الذي أشار إليه الكاهن هو حبيب بن عامر الذي خرج مع أمية، وينتهي نسبه إلى فهر بن مالك. وكأنما أراد الكاهن بذكره أن يذكره بما في النسب الأول والآخر من سر هو به خبير.

قال الرواة: فأخذ هاشم الابل فنحرها وأطعم لحمها من حضر وخرج أمية إلى الشام فأقام بها عشر سنين.

ويكاد التنافس بين العشيرتين أن يشمل كل مطلب من مطالب الحياة، فشمل الفروسية ووسامة الذرية كما شمل الرئاسة ومفاخر السيادة.

تنافس أمية وعبد المطلب على سباق الخيل،

m2pack.biz