تابع اعمال الدكتور/ احمد محمد حسين العمل في ميدان رمسيس

فك و نقل تمثال رمسيس الثاني من ميدان رمسيس إلى مقر مؤقت بجوار موقع المتحف الكبير بالهرم على بعد 35 كيلومتر من ميدان رمسيس

أ- فى عام2004 طرحت هيئة الآثار عملية فك و نقل تمثال رمسيس الثاني إلى مقر مؤقت بالقرب من المتحف الكبير للحفاظ عليه من التلوث البيئي و البصري و الإهتزازات الناجمة عن المرور الكثيف من حوله إلى جانب الإهتزازات الناجمة عن مترو الأنفاق

ب- فازت شركة المقاولون العرب بالمناقصة المطروحة و تقدم للشركة ثلاث عروض من خارج مصر بأسلوب التعامل مع التمثال لإنجاز المهمة المطلوبة و ذلك على النحو التالى:

1- تقطيع التمثال إلى عدة أجزاء و نقل هذه الأجزاء و إعادة تركيبها في الموقع الجديد. (إيطاليا)

2- وضع التمثال داخل هيكل معدني و صب خرسانة عليه بالكامل (mummifying) ليصبح كتلة واحدة ضخمة يتم التعامل معها بالأوناش العملاقة لتحميله نائما على كساحة Flatbed و السير به إلى مقره الجديد ثم تكسير الخرسانة من حوله. (فرنسا)

3- تفكيك التمثال إلى أجزائه الستة التي و جد عليها في ميت رهينة. (ألمانيا)

و أجمع ثلاثتهم على إستحالة نقله كقطعة واحدة دون تعرضه لأي نوع من التلف. و نقل التمثال بأي من الطرق الثلاثة يتعامل مع التمثال باعتباره حجرا و ليس أثرا له قيمته التاريخية.

ج-  إستقر رأى المختصين فى شركة المقاولون العرب على العرض الفرنسي على أنه أكثر أمانا. و توقفت أمام ضرورة وجود تحليل علمي لتحديد مستوى الخطر على التمثال Risk Level.

د- فى أغسطس 2004 طلبت شركة المقاولون العرب مني (مرفق) أن أقوم بهذه الدراسة. و كانت الإجابة بأن إستخدام الأوناش العملاقة فى حد ذاته يمثل أكبر خطر يهدد سلامة التمثال بالإضافة إلى أن تحويل التمثال إلى ما يشبه المومياء يعد خطرا آخر. و أهم من هذا و ذاك أن نقله بهذه الطريقة يشبه جنازة و الأفضل أن ينقل فى موكب ملكي شعبي.

تقدمت بمقترح يحقق ذلك بعد الاطلاع على ما هو موجود من بيانات جرى طلبها فى 23 /9 / 2004.

ه- تعاقدت مع شركة المقاولون العرب فى 29 / 9 / 2004 (مرفق) لوضع تفاصيل تنفيذ المقترح و تفاصيله و تصميماته للعرض على المسئولين (مرفق).

و- انتهت مرحلة التصميمات المبدئية فى نوفمبر 2004 (مرفق محتويات التقرير) و خطة ضبط جودة التنفيذ و التحقيق من جودة التصميم.

و أهم من ذلك خطة اختبار المسار و الطرق و الكباري بتجربة كاملة حية بكتل خرسانية Dry Run لتبين ما قد خفى علينا فى التصميم.

ز- بعد جلسات عديدة مع متخصصين فى جميع المجالات الهندسية (ميكانيكا تصميم و نقل – تربة و أساسات – هياكل معدنية – ترميم آثار – ترميم دقيق – خبراء تماثيل فرعونية …) و وافق الجميع على الأسلوب و النقل على مسئولية المصمم، أعلن وزير الثقافة في 7 /3 / 2005 أن تجربة محاكاه حية لعملية النقل ستتم خلال شهرين.

ح- توقف العمل في المشروع لأكثر من عام (لأسباب لم يفصح عنها أحد) و إن كان السبب الذي استشعرناه في ذلك الوقت كان خشية من الفشل حيث جرت الأحاديث عن الخطورة على التمثال لضخامته و قيمته الأثرية، إلى جانب تحذير الجانب الألماني من نقله قطعة واحدة لكثرة ما به من شروخ. و أهم من ذلك أن الفشل سيكون مدويا على المستوى العالمي (مرفق).

ط- فى مارس 2006 إتخذ قرار بالمضى فى التنفيذ.

ي- إمعانا من الحيطة استبدلت فكرة الكتل الخرسانية المتراصة فى تجربة المحاكاة بأن يتم صب تمثال بديل من الخرسانة المسلحة لإستخدامه فى التجربة.

ك- بدأ تنفيذ تصميم المحفة العملاقة فى ترسانة المعصرة بتطبيق أساليب ضبط الجودة المقترحة مسبقا و الجودة المرحلية للمكونات – و إختبار المسار و الطرق و الكباري بواحدة من المقطورات السطح (وزنها 45 طن) محملة بكتل خرسانية (95 طنا) ليصل الحمل التجريبي للطرق و الكباري إلى 140 طنا (هذا الحمل يمثل 125% من الحمل المتوقع على كساحة واحدة) محمولا على ثماني محاور مركب عليها 64 إطارا (2.2 طن لكل إطار)  و ثبت منها صلاحية الطرق و الكباري على المسار المقترح و الذي تم معاينته عدة مرات.

ل- جرى العمل فى ميدان التحرير (أمام فندق رمسيس و المتحف المصري الحالي) على قدم و ساق للأعمال المدنية النمطية من قواعد و خرسانات و كذا إستقبال المصنعات التي نفذت و إختبرت في ترسانة المعصرة إلى جانب صب التمثال الخرساني البديل على قاعدة جرى بنائها لتكون مناظرة لتلك التي يقف عليها التمثال الأصل.

م- الأعمال الغير نمطية و التي تتكون من 34 إجراءا متتابعا لتجميع المنظومة حول التمثال البديل وصولا إلى تحميله معلقا بين مقطورتين و كل إجراء بخطوات عمل خاصة غير مسبوقة و أعمال رصد و قياس الاهتزازات الناجمة عن عمليات و إجراءات التنفيذ مثلت تدريبا عمليا ميدانيا لمجموعات العمل على أسلوب إنجاز كل عمل بالكيفية و المعدلات التى سيتم تطبيقها على التمثال الأصل و بنفس فريق العمل.

ن- فى نهاية يوليو 2006 جرت تجربة المحاكاة (Dry Run) بنجاح من ميدان التحرير و حتى المكان المؤقت و أفاد تقرير ممثل هيئة الآثار بنجاح التجربة (مرفق) حيث لم تفصح التجربة عن أي نتائج سلبية سوى الحاجة إلى زيادة تقليم الأشجار في شارع قصر العيني و فم الخليج حتى ارتفاع 15 مترا حيث أن الارتفاع الفعلى للتمثال خلال النقل يصل إلى 14,5 مترا و بعرض 5,1 مترا و كانت الاهتزازات المرصودة خلال سير الموكب أقل بكثير من الحدود المسموح بها (3/2 أقصى عجلة Acceleration مقاسة على نقاط محددة على التمثال الأصلي القائم في ميدان رمسيس خلال 24 ساعة / يوميا طوال أيام الأسبوع). و لم يحيد التمثال البديل عن رأسيته طول الرحلة بما في ذلك عند صعود كوبري المنيب و كذلك عنج هبوطه من الطريق الدائري عند منحدر ترعة المنصورية.

العمل في ميدان رمسيس (الإنجاز)

1- تركيب المنظومة حول التمثال و فوق الركائز الأربعة الخارجية المساعدة.

2- ثقب القاعدة عرضيا أسفل التمثال بقطر 25 سنتيمترا و بطول 2.5 متر (عرض القاعدة الخرسانية) بعدد 7 ثقوب في أماكن مختارة.

3- وضع الكمرات العرضية التي تمثل قاع السلة و حقن إيبوكسي حولها ثم رباطها في جانبي السلة (يمين و يسار التمثال).

4- تحميل الكمرتين على جانبي التمثال بأربعة أسافين مزدوجة مثبتة على أربع رواكز داخلية جديدة مجهزة بميزان هيدروليكي لقياس ردود الأفعال على كل ركيزةUpward Preloading.

5- قطع القاعدة الخرسانية أسفل قاع السلة بحوالي 50 سنتيمترا (طول القطع 4.5 متر و عرضه 2.5 متر) مع تأمين التمثال في مكانه على طول مسار القطع.

6- عند تمام الفصل انتقل الحمل من على القاعدة الخرسانية إلى الرواكز الأربعة الداخلية و بذلك تمت العملية الخطيرة الحرجة بنجاح و تداولتها جميع وسائل الإعلام محليا و عالميا.

7- جرى قياس رد الفعل على الرواكز الأربعة و كانت جميعها مختلفة القيمة.

8- جرى إزالة الباقي من القاعدة الخرسانية حتى مستوى الشارع دون أدنى خطورة على التمثال فقد قطع كل إتصال بينه و بين قاعدته و لكنه مرتكز على الركائز الداخلية الأربعة المزودة بالموازين.

9- قمت و الفريق المعاون بعمل الحسابات الميدانية لوضع أثقال الاتزان بعضها ثابت و الأخر يمكن تحريكه عرضيا خلف التمثال مع امتداد قاعدة السلة.

المرحلة الأولى ليكون المستوى المار بمركز ثقل التمثال رأسيا متعامدا على المستوى الأفقي. العزوم حول نقطتي التعليق على جانبي الأكتاف مساوية صفرا (مجموع قراءتي الميزانين الأماميين و الميزانين الخلفيين).

المرحلة الثانية باستخدام مجموعة الأوزان المتحركة عرضيا ليتساوى مجموع قراءتي الميزانين على يسار التمثال مع مجموع قراءتي الميزانين على يمين التمثال.

بذلك أصبح التمثال متزنا تماما حيث:

يمر بمحور التعليق بجوار الأكتاف مستوى رأسي متعامد تماما مع المستوى الرأسي المار بمحور التعليق أمام و خلف التمثال و كلا المستويين متعامدين على المستوى الأفقي تماما.

و هنا تم إزالة الركائز الأربع الداخلية و ما عليها من موازين و أسافين و أصبح التمثال في سلة معلقا فوق المحفة العملاقة رأسيا تماما. و يعتبر التمثال المعلق بهذه الكيفية كالبوصلة البحرية المركبة على الجيروسكوب و لكن:

أبطأ جيروسكوب (سرعة = صفر) و أثقل منظومة جيروسكوب حيث أن الوزن الكلي لتركيبة التعليق و التمثال 135 طنا.

و هذه المرحلة بهذا التسلسل في الخطوات وصولا إلى تعليق التمثال حرا على المنظومة لم يخطر على مخيلة أحد أن تتم بهذه الدقة و هذه النتيجة الرائعة و التي بنيت على أساسيات علمية هندسية راسخة.

و يجدر الإشارة إلى أن رصد الاهتزازات كانت تتم على مدار 24 ساعة أما رصد وضع التمثال فكان دوريا بواسطة Survey Total Station.

10- الآن أصبح التمثال معلقا في السلة التي منسوب قاعها 3.45 متر من مستوى الشارع و مرتكزا على المحفة العملاقة و التي بدورها ترتكز على الأربع ركائز الخارجية فوق بلاطات خشبية متراصة فوق بعضها بداخل كل ركيزة.

11- الكساحات يبلغ منسوب سطحها 1.2 متر و يمكن رفعه هيدروليكيا مسافة 0.35 متر أي الإرتفاع الكلي من منسوب الشارع 1.55 متر ليكون المطلوب هو الهبوط (3.45 – 1.55 = 1.9 مترا).

12- استخدمت أربع إسطوانات رفع هيدروليكية قدرة الواحدة 100 طن واحدة عند كل ركيزة تعمل تبادليا مع إخراج جزئي للبلاطات الخشبية لتهبط المحفة مسافة مساوية لسمك البلاطات الخشبية التي أخرجت.

و في جميع الأوقات فإن قاعدة الانهيار الآمن Fail Safe  قائمة و لا يوجد أي خطورة على التمثال المعلق حرا.

13- بعد هبوط المحفة العملاقة الحاملة للتمثال فوق الكساحات جرى تأمين إتصالهما و أصبح الموكب جاهزا للتحرك.

m2pack.biz